كان أبو بلال السباك من خيرة الذين تعاملت معهم لإصلاح ما أحتاجه في منزلي من سباكة فهو يؤدي عمله بكل أمانة وإتقان وبأسعار مناسبة وزاد على ذلك أنه طول هذه السنوات يغلب عليه الأدب وحسن التعامل.. فقلت لعلي أتعرف على جانبه الشخصي الآخر بدلا من الكلمات المختصرة التي نقوم بها نحن السعوديين للعمالة وكأنهم من بشر وطينة أخرى فقط مفاصلة في الأسعار وشراسة في التعامل وأوامر وتعليمات وبرود في الأسلوب.. فسألته عن أسرته وظروفه فأخبرني أنه يعمل في المملكة من عشرين سنة وأن حسن سلوكه جعل كفيله يشفع له لإحضار زوجته وأن حياته تنصب على الإخلاص في عمله وإعداد أسرته وإن له خمسة من الأولاد درسوا وتعلموا في المملكة وأكبرهم يدرس في الجامعة متفوقاً وأن زبائنه يزدادون ودخله طيب وجيرانه ولله الحمد متواصلون معه من السعوديين وغيرهم.. وقلت له إنه قليل الكلام وأسعاره معقولة رغم جودة عمله فقال هذا ما تعلمته من والدي ووالدتي وأن الإنسان يكسب رزقه بجهده ورضا الله عليه.. فقررت أن أشترك مع أبو بلال تبادل السعادة معه حيث أعددت وجبة طيبة من أكلات محلية لم تكلفني أكثر من مئة ريال وقلت بأنني سأبعث السائق بغداء لك ولعائلتك في يوم حددته معه.. وبعدها جاءني الرجل يبدي سروره وأسرته بهذا الإهداء الجميل وأثره الكبير عليهم واشتراكهم مع أحد المواطنين بتواصل كهذا.. وقلت لعلي أنقل الفكرة على بساط الرياضية في أن نلتمس من حولنا من وافدين أعزاء يشاركوننا العمل والحضور والتواجد وتجمعنا الإنسانية في أن نحسن عليهم ونعد وجبة لأسرهم ونرى كيف سيكون لها أبلغ الأثر.