قبل أربع سنوات تقريباً أثناء كأس العالم 2006 كنت مذهولاً وأنا أحضر مباريات كأس العالم من حسن الترتيب والنظام والإعداد الجيد من قبل السلطات الألمانية المنظمة، كما أعجبت بالحضارة الألمانية واهتمامها بأشياء كثيرة أهمها احترام الحقوق الآدمية وأن يكرم الإنسان بعيداً عن تجارته وثروته ومنصبه وجاهه وماله، وأهم ما لفت نظري هو الأماكن العامة والحدائق وما أعد للبسطاء والناس العاديين ومن ذلك مراكز الاستراحات في الطرق الطويلة حيث ترتيبها وتنظيمها ونظافتها وكان جمال الطريق بين مدن ألمانيا مثل هامبورغ وفرانكفورت وميونخ والطبيعة الخلابة مصدر ارتياح ومتعة وعندما تصل إلى محطة الاستراحة تجد أنك تتوقف عند مكان جميل رخيص السعر مفتوح للجميع ولكنه يقدم خدمات الفنادق التي لا يسكنها إلا الأثرياء والوجهاء من البشر.. فتدخل أعزكم الله دورة المياه وتجدها مكانا يليق بالراحة والنظافة والترتيب ويحترم آدمية الإنسان، وسافرت بعدها بثلاث سنوات تقريباً إلى الفلبين ذلك البلد الفقير اقتصادياً ويعيش بيننا منهم المليون ونصف إنسان يعملون في مختلف المهن ولاحظت الاشتراك في احترام آدمية الإنسان في نظافة استراحات الطرق ودورات المياه، وعرفت من دبلوماسيين سعوديين هناك أن الشعب الفلبيني يهتم بنظافته ويحرص على الدش اليومي وربما مرتين وثلاث مرات في اليوم، وعادت بي الذاكرة إلى مأساة استراحات الطرق لدينا التي فشلت وزارة النقل ووزارة الشؤون البلدية والقروية وهيئة السياحة في إيجاد أماكن مريحة للمسافرين، ورأيت الإحراج الذي يجده الأطفال والنساء في هذه الأماكن القذرة التي لا تحترم الإنسان وآدميته في بلد عظيم.. هو بلد الحرمين الشريفين والدين القويم الذي حث على النظافة والاهتمام بها.