الصداقة من الصدق وتعني الارتباط والمحبة والمودة وأن يكون الصديق لصديقه وفياً أميناً محباً نبيلاً بحيث تكون المحبة واحدة والوجدان واحداً بعيداً عن المصالح والأمور الدنيوية المختلفة، وغالباً تكون الصداقة في مرحلة الطفولة تقوم على التمازج والقرب وعندما يتقدم الإنسان في العمر تبدأ لغة المصالح تطغى وتكون هي السائدة وهنا يكون الطيب والنبيل هو الضحية حيث يتصرف بتلقائيته ومحبته ويكشف جميع أوراقه ويبوح بكل أسراره وما يعلم ماذا يخبئ له الطرف الآخر من خبث ولؤم تعتمد على المصالح التي يكسب من ورائها، ولهذا قيل احذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرة، وأمامنا أهم مثال وأصدق نموذج من أمثلة الصداقة، وهي الصداقة التي ربطت بين المصطفى صلوات الله وسلامه عليه والصديق الصدوق أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وهناك أمثلة من واقعنا المحلي إذ نرى شخصين مرتبطين بصداقة لسنوات طويلة تجمعهم المحبة والصدق والانصهار في كل شيء حتى قيل: رب أخ لك لم تلده أمك، وهناك صداقات ربطتها مصالح تجارية واستمرت بنقائها إلى درجة أن المال واحد ومشترك والتوقيعات يسودها الثقة، وتأتي المشكلة بين الأولاد بعد موت الصديقين أو أحدهم، فكم نحن بحاجة لتعزيز مفهوم الصداقة والاقتراب من بعضنا البعض وبذل الوقت والجهد والمال من أجل الصديق والمحافظة عليه والصبر على زلاته والإشادة بإيجابياته وكتم أسراره وحفظ حقوقه.