د. صالح التويجري تربوي وإداري عمل في عدة مواقع منها مدير عام للابتعاث والتدريب بوزارة الصحة سابقاً ونائب لرئيس هيئة الهلال الأحمر حالياً، روى لي مرة عن ظروف المبتعثات وحاجتهن للبعثة وإصرارهن على الزواج بأي وسيلة للحصول على المحرم وأنه عندما كان في وزارة الصحة فوجئ بموهوبة متفوقة في مجال الطب حاصلة على بعثة للدراسة قد جاءت مع رجل كبير في السن وكان يعمل في وظيفة بسيطة جداً ورث الثياب فتوقع د. صالح بأنه يعمل عندها أو أحد أقاربها الذي يراجع لها فقالت بل زوجي تزوجته لأظفر بالبعثة رغم الفارق في العمر والثقافة والمستوى التعليمي، وهذا الحال المائل يتكرر في برنامج الابتعاث الحالي حيث تفقد مئات الفتيات المبدعات والمتفوقات الفرصة والحلم لإكمال الدراسة بسبب عدم وجود المحرم، فالوالد إما متوفى أو مرتبط بعمل وغير قادر على السفر وكذلك بالنسبة للإخوان فيتعذر الابتعاث عليها وتجلس أسيرة القهر والألم والحسرة... بل إن هناك طبيبات في تخصصات نادرة وأكاديميات في مجالات مهمة ومتفوقات أنهين دراساتهن الجامعية بامتياز ومراتب شرف ومع ذلك ضاع عليهم تطوير إمكانياتهم وإكمال الدراسة واستفادة الوطن من مواهبهن بسبب شرط المحرم.. وهنا أقول: إن الإنجاز الوطني الكبير لوزارة التعليم العالي يتطلب المرونة في هذا الأمر وأن يتولى مثل هذا الأمر أناس يفكرون بوطنية وبعد نظر وإبعاد ذوي النظرات الضيقة والعقول المتحجرة، فالشرع في هذا الأمر فيه سعة والسفر الآن يختلف عن السابق فالطرق آمنة والمبتعثة وصلت إلى عمر فيه الكثير من النضج والتميز الأكاديمي وهي أدرى بمصلحتها، والذي يحدث حالياً هو التلاعب حيث يكثر أهل العقد الإدارية في الملحقيات في ملاحقة المحرم والتضييق عليه بينما في ملحقيات ثقافية أخرى يكفي حضوره في الأيام الأولى لإيصال الطالبة وإنهاء إجراءات تسجيلها ثم تركها هناك لوحدها وهي تواصل دراستها فإذا كان مثل هذه الأمور تحدث فالأولى إلغاء شرط المحرم وترك الفرصة للمتفوقة دراسياً من الذهاب فهي تذهب لجامعات علمية وتحتك بالأجواء الأكاديمية ولابد أن تمنح الثقة الكاملة ولن يكون محرمها معها دائماً إنما الله هو رقيبها، وكم من متفوقة أسيرة الابتزاز والظلم من زيجات فاشلة أو محرم متسلط.