ذهبت إلى أحد أحياء الرياض لتعزية أحد الأقارب، وكان وصولي للحي تقريباً السابعة والربع مساء، فلاحظت أن المحلات قد أقفل معظمها رغم أن آذان العشاء حينها كان في السابعة والنصف وكنت بحاجة إلى وقود للسيارة.. وبعد الآذان الفعلي توجهنا لأحد المساجد الموجودة في نفس الشارع الرئيسي، وكان الإمام صغير السن وبدأ في الحديث للمصلين بصورة طويلة ومملة وموضوعات لا تلامس الواقع وتشوش على المصلين أداء السنة أو قراءة القرآن قبل الصلاة.. واستمر الحديث بشكل فيه تعمد وإثارة لتعطيل الناس، خصوصاً أن معظم شوارع الحي تجارية وفيها الكثير من الأسواق المرتبطة بها مصالح المواطنين، وعندما جاءت الصلاة بعد أكثر من نصف ساعة من الآذان أطال الصلاة بشكل يخالف المنهج النبوي المتمثل في قول الرسول صلى الله عليه وسلم (أفتان أنت يامعاذ).. لأن الدين يسر، وتحدثت مع عدد من سكان الحي فقالوا بأن هذه الظاهرة لاحظوها مؤخراً وفي مساجد كثيرة وبشكل منفر، حيث يأخذ مدة التوقف في صلاة العشاء التي لاتسبقها سنة راتبة قرابة الـ50 دقيقة إلى ساعة تقريباً.. وأذكر أن العلماء وعلى رأسهم الشيخ عبدالعزيز بن باز ـ رحمه الله ـ قد أقر أن يكون هناك ساعتان بين المغرب والعشاء في رمضان للتسهيل على الصائمين، وهناك دراسة لتأخير صلاة العشاء إلى الساعة العاشرة، حيث نصت الأحاديث على فضل تأخير صلاة العشاء ويكون ذلك الإقفال لغالبيتها، وبحكم دراستي في المعاهد العلمية وجامعة الإمام فإن الكثير مما نراه حالياً هو اجتهادات، وهناك الكثير كما ذكر د. مرزوق بن تنباك وغيره حول قفل المحلات التجارية وخصوصاً الصيدليات ومحطات الوقود.. فضلاً عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم: أفتان أنت يا معاذ، وبعض هؤلاء لديهم قلة فقه وديننا يأمرنا بالتيسير على الناس، وبعض المناطق يؤذن وتتم فوراً، وقد قال الله تعالى (ادعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) والحديث يقول: “يسروا ولاتعسروا).