قلت الأقربون أولى بعد أن شاهدت تقريراً في قناة العربية عن قيام مجموعة من الأطباء السعوديين بإجراء عمليات جراحية في عدد من الدول بإشراف ومتابعة من هيئة الإغاثة الإسلامية... وبرغم سلامة القصد وحسن النية إلا أن هذه النظرة الانتقائية تخالف المنطق الشرعي بأن الأقربين أولى بالمعروف حيث نرى الزحام في مستشفياتنا وطول الانتظار للعمليات الجراحية ومعظم هؤلاء الأطباء درسوا وتعلموا في كليات المملكة العربية السعودية وكثير منهم واصلوا تجاربهم وخبراتهم في مستشفياتها وربما درسوا في أرقى الجامعات العالمية وفق نظام الابتعاث الذي تقدمه مملكتنا الحبيبة فلماذا النكران والتجاهل والقفز إلى دول أخرى ولماذا لانراهم في مستشفيات الرياض ونجران والليث والقنفذة والمجمعة والقطيف والعلا وجازان وحقل والسليل وحائل والقريات والدوادمي والطائف ونفي والرس والزلفي ورفحاء والدرب وغيرها من قرى وهجر ومناطق ومحافظات المملكة التي يئن وضعها الصحي من طول الانتظار وقلة القدرات البشرية حيث عدم تطبيق التأمين الطبي التعاوني الذي هو سبب رئيسي إلى الصعوبات التي تشهدها الخدمات الصحية .. ولعل وزير الصحة المميز د. عبدالله الربيعة يحاول إيجاد تنظيم لتشجيع الجمعيات الخيرية الطبية والأطباء المبادرين للتطوع لكي يكون سمننا في دقيقنا حتى يكون أطباؤنا لديهم ذلك الاستشعار لواقعهم وبيئتهم التي هي أحوج لحاجتهم ووقتهم من ملاحقة الإعلام لتسليط الأضواء على وجودهم خارج وطنهم الذي هو بأمس الحاجة إلى أن يردوا الدين له حيث أعطاهم الأمن والأمان والتعليم والخير الوفير بعون من الله وتوفيقه .