“ ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم “ آية عظيمة من رب العزة والجلال الذي خلقنا ويعرف سرنا ونجوانا، فهو أقدر لمعرفة سبل الحياة السليمة حيث الحث الكبير على التسامح وغض النظر عن العداوة والانتقام والتشفي وتتبع الزلات ... حيث الدفع بإحسان في أغلب الأحيان يأتي بنتيجة إيجابية، لأن العدو الذي ضخم الشيطان شخصيتك في ذهنه حتى رآك عدواً مبينا، ولكن بعد المبادرة بالدفع بالإحسان ستجد منه التراجع والهدوء وربما الاعتذار والتحول كما قال الله سبحانه وتعالى إلى ولي حميم ... وقبل أيام اتصل بي شاب يشتكي رئيسه في العمل وشدته وشراسته وإنه يتقصده في العقوبة والرقابة ويقف أمام ترقيته أو حتى نقله، ويطلب مني الشفاعة لدى الرئيس الأعلى لهما لإنقاذه من براثن هذا المدير المتسلط، فقلت له: هل حاولت بنفسك بهدوء وروية وبدون انفعال التحدث إليه؟ قال: هذا لا يفهم ويستعديني فقلت خذ بنصيحتي التي تتمثل بطلب موعد خاص معه في المكتب، وتأكد أن تطلب الموعد بابتسامه وهدوء واعتذار وإنك تود التحدث إليه وفي وقت لا يكون مشغولا فيه وعلى انفراد، ثم ابدأ الحديث عن مميزاته وطبعا لابد أن يكون لكل إنسان مميزات ووضح له احترامك وتقديرك له وإنك موظف حريص على توجيهاته وإنك بحاجة إلى الاستفادة من تجربته قال: أعوذ بالله هذا متغطرس ولا يفهم، قلت: هل جربت؟ قال لا. قلت: جرب ... اذهب إليه وقدم الدفع بإحسان وتنازل عن إصرارك على أشياء معينة ووضح له إنك تريد نجاحه وإنك معه وليس ضده.. وصدقني الأمور ستتغير لأن تدخلي مع الموظف الأعلى قد يساعد ولكن سيكون ذلك مؤقتا، أخيراً ذهب وأخذ بالنصيحة واتصل بي يشكرني للتغيير الذي حدث له.