|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





خالد قاضي
الوطنية ممارسات وليست شعارات
2008-09-27
لا أدري ما هي علاقة اليوم الوطني في نظر الشباب المراهقين بأن يحطم شاب شجرة.. أو يحطم كرسياً من الرخام على كورنيش جدة.. أو يزعج المصلين في المساجد بأصوات المنبهات والأغاني بأعلى أصوات التقنية.. وهل وصلنا إلى مرحلة وأقصد الشباب التائه والمراهق لا نعرف فيها كيف نحتفل حتى باليوم الوطني.. ولعل ما شاهدته بنفسي من مناظر استفزازية ومؤذية من شباب سعودي لايتجاوز معظمهم الخامسة والعشرين أثار في نفسي الكتابة حول هذا الموضوع.
وهل من الوطنية أن يحطم الشباب مكتسبات الوطن.. فالوطنية ممارسة على أرض الواقع وليست مجرد شعارات وأعلام وأناشيد وطنية.. والوطنية أكبر من أن تكون مادة تدرس في المدارس وتقبل الرسوب أو النجاح.. أي وطنية عند إنسان يفجر أو يقتل أبرياء.. وأي وطنية عند من يسرق أموال الناس بالباطل.. وأي وطنية عند تاجر يتلاعب بالأسعار .. وأين الوطنية في قلب طبيب لايرحم الناس ويستنزف دماءهم وأموالهم بالخداع والغش .. وماذا ننتظر من صاحب مستشفى خاص يرفض حتى دفن جثث الموتى وإخراجهم من ثلاجة الموتى إلا بعد دفع الفاتورة كاملة دون أن تنقص ريالاً واحداً.. وأي ضمير وطني عند كل من يتستر وراء الدين من أجل مصالحه الخاصة والدين من ذلك براء.. وأي وطنية عند مسؤول ينقل صورة غير حقيقية لأولياء الأمر الذين عاهدوا الله على الوفاء والإخلاص.. وأي وطنية عند كل إنسان جاهل يثير عنصرية أو نعرة قبلية أو يفرق بين مواطن أو آخر بعد أن وحدها المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه.. وحافظ أبناؤه ملوك هذه البلاد على مكتسبات الوطن، وتشرفوا بل لقبوا أنفسهم بأغلى لقب وهو خدمة الحرمين الشريفين.
لماذا نشوه مناسبة وطنية غالية بأن تزيد في يوم الوطن نسبة حوادث السيارات إلى درجة الوفيات والإصابات البالغة.. وانتظروا ونحن على مشارف عيد الفطر المبارك وكم هي المأساة عندما نحول أفراحنا إلى أحزان، ونحول الابتسامة إلى دموع ساخنة قد تزرع مأساة أزلية في أسرنا لاقدر الله.
الوطنية يا شبابنا الأحباء أكبر ألف مرة من أن نحمل علماً أو نردد أغنية وطنية ونتستر بذلك بأن نعطي الآخرين فكرة سيئة عن المواطن السعودي، لأن الخير يخص والشر يعم، فكم من المقيمين والأجانب يعيش بيننا، فكيف بنا وهم يشاهدوا شبابنا على هذه الصورة غير الحضارية.. وإن كان هناك شباب من حق الوطن أن يفخر بهم .. فالمعاق السعودي الشاب أسامة الشنقيطي تحدى الإعاقة وحقق للسعودية ذهبية وفضية في أولمبياد بكين للاحتياجات الخاصة .. وغير أسامة الشنقيطي هناك أمثلة من الشباب السعودي يعلم الله أنهم مصدر فخر واعتزاز في مجالات الطب والاقتصاد والهندسة وغيرها.
وأمام كل التصرفات الهوجاء للمراهقين هناك من يخرج علينا في القنوات الفضائية التي تحولت إلى دكاكين للفتوى.. تحرم وتحلل دون إدراك لخطورة الموقف، والأهم لديها كم تربح من رسائل SMS وكم يدخل جيوب أصحابها من اتصالات الـ700، لدرجة أن هناك من تجرأ بالفتاوى وبلغ به الحد إلى تحريم الرياضة والكرة على أنها تلهي الشباب عن الصلاة والصيام، وهذا غير صحيح، فالرياضة تغرس روح المغامرة والتنافس الشريف.. وإن كانت لها بعض السلبيات فإنها أرحم للشباب من الانجراف وراء تيارات هدامة.. ولنا في الرئاسة العام لرعاية الشباب أكبر دليل على رد كل المزاعم، فالنشاط الرياضي يتوقف في السعودية في العشر الأواخر من شهر رمضان.. وجميع الأنشطة والمباريات لا تقام إلا بعد صلاة العشاء طوال العام.. ولازلت أذكر قبل سنوات كيف تصدى الاتحاد السعودي لكرة القدم برفض إقامة مباراة نهائي كأس آسيا بين الاتحاد السعودي والعين الإماراتي والتي حددها الاتحاد الآسيوي يوم السابع والعشرين من شهر رمضان حتى تم تأجيلها إلى عيد الفطر المبارك.