|


خالد قاضي
رسالة من (مكة) إلى العالم
2011-04-16
عندما وجه ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظه الله بإقامة النهائي الكروي على كأس المسابقة التي تحمل اسمه الغالي على قلوبنا في مكة المكرمة بين الوحدة والهلال والتي أقيمت مساء أمس الجمعة، وبعيداً عن الفوز أو الخسارة والأمور الفنية كان هذا التوجيه يؤكد بعد نظر أولياء الأمر، وأن في هذا التوجيه الكريم رسالة من أطهر بقاع العالم مكة المكرمة مهبط الوحي ومولد سيد البشر سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، بأن مكة هي أرض الإشعاع الثقافي ومنها انطلق شباب الأمة لنشر الدين الإسلامي في بقاع العالم وليست مكاناً لبيت الله المحرم فقط بل هي نقطة الانطلاق الثقافي والشبابي لتنوير العالم وإخراجه من الظلمات إلى النور.
إن كرة القدم التي أحبها الملايين من الشباب وغيرهم من كبار السن وحتى الأطفال والنساء هي لعبة بريئة ليس فيها كما يتصور البعض شيء من المكروهات وليست مكاناً لأن يخرج علينا أحد بفتوى تشوه الرياضة.. وكلنا يجل ويحترم العلماء فالحرام بين والحلال بين.. والمشكلة ليست في الفتوى التي تصدر من علماء لهم مكانتهم واحترامهم ولكن المشكلة في طريقة طرح السؤال عليهم من قبل بعض الإعلاميين لأن طريقة السؤال الاستفزازية قد تمنح السائل الإجابة التي تعجبه ويبحث عنها لهدف دنيوي في نفسه.. يا جماعة كرة القدم هي رياضة لا طلعت ولا نزلت ولا تحملوا الموضوع أكثر مما يحتمل.. ماذا يعني عندما أوجه سؤال لأحد المشايخ بأن لاعباً مسيحياً قبل الصليب في الملعب؟ وماذا سيكون موقفنا كمسلمين لو أن الملاعب في أوروبا منعت اللاعبين المسلمين من السجود لله في الملعب تعبيراً عن الشكر لله؟ ألم أقل لكم بأن كرة القدم والرياضة هي من أجل المنافسة وربما تساهم في تقارب الأديان، وكم من اللاعبين والمدربين غير المسلمين اعتنقوا الدين الإسلامي من خلال ملاعب الكرة السعودية، وهل تذكرون كيف كان تأثير عدد من الرياضيين المسلمين أمثال الجزائري زيدان وقبله الملاكم الأسطوري محمد علي كلاي ونجم السلة الأمريكية عبدالكريم عبدالجبار على المعجبين بهم وبأخلاقهم والذين اعتنقوا الإسلام بسبب التأثر بهم.
كل التقدير والاحترام لكل العلماء، ولكن أتمنى أن لايكونوا ضحية لأسئلة بعض الساذجين وبعض الباحثين عن أهداف شخصية حتى وإن كانت على حساب الدين.