لاصوت يعلو في المجالس الرياضية على صوت الحديث والنقاش على أغلى المسابقات الكروية السعودية وهي مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال، التي تستعد عروس البحر الأحمر جدة لاستضافتها الجمعة المقبلة، وبرعاية أبوية من القائد الوالد الملك عبدالله بن عبدالعزيز متعه الله بالصحة والعافية، وكأني بهذا النهائي التاريخي بين الاتحاد والأهلي والعودة بالذكريات لنهائيات 2007م .. وما بين الاتحاد والأهلي تنافس كروي ضارب بجذوره سنوات طويلة، ولن أسبق الأحداث إن قلت بأن الاتحاد والأهلي هما الأقرب لنهائي الجمعة المقبلة، فالاتحاد (خسف) بالهلال بثلاثية جديدة بعد الثلاثية الآسيوية في جدة .. فالجميع شاهد الاتحاد وهو يفوز على الهلال في الملز بسهولة وبأقل مجهود، وأصبحت مباراة الإياب غدا الأحد في جدة مجرد مسألة وقت، على اعتبار أن فوز الهلال بأربعة أهداف مقابل لاشيء على الاتحاد في جدة شبه مستبعد، لأن هناك منطقاً رغم مايقال بأن كرة القدم ليس لها منطق .. بعكس الأهلي الذي نفذ بجلده من موقعة (الحفرة) في ملعب الشرائع، عندما وضعه مهاجم الوحدة الواعد مختار فلاتة تحت الضغط الرهيب بهدفين حتى الدقيقة الأخيرة التي دفع بها الأهلاويون بكل أوراقهم الهجومية، فابتسم الحظ لفيكتور وفي نفس الدقيقة لعماد الحوسني بهدفي تعادل أحلى من الفوز، ولو أن المباراة انتهت للوحدة بهدفين دون مقابل لكان الأهلي قريباً من وداع البطولة.
لست منحازاً للأهلي والاتحاد، ولكن كم هي جميلة النهائيات بين هذين الفريقين العملاقين والكبار بتاريخهما وجماهيرهما الطاغية في الشعبية، ولاعزاء للذين لازالوا يتوهمون أنهم من الأربعة الكبار، وعلى صعيد الأمور الفنية، أقول بأن الوحدة دق جرس الخطر للأهلي وقد يفعلها من جديد بعد غد الإثنين إلا إذا رفض الأهلي أن يلدغ من نفس الجحر مرتين.
في الاتحاد جاء ديمتري بكل مايحمله من سيرة بطولات ذهبية ثلاث ورباع وغير الأداء وشكل الفريق وأثبت أنه مدرب داهية (غسل) الهلال في مباراتين لن تنسى وأنهى موسم الزعيم، وهذا إنجاز يسجل للعضو الاتحادي الداعم ومن عمل في الإدارة بداية من علوان ومحمد اليامي ومحمد الباز، ولاعزاء أيضاً لـ(كذابين الزفة) الذين لايظهرون إلا عند الفوز .. ماعلينا المهم أن الاتحاد قرب والأهلي مهدد .. وإن غدا لناظره قريب.