تواضع الملك عبدالله وحبه لأبنائه الشباب والمواطنين لم يكن مشهداً غريباً .. كان اللوحة الأبرز في احتفالية نهائي كأس الملك بين الأهلي والاتحاد .. وقف الملك المحبوب رغم متاعبه الصحية لأكثر من عشر دقائق وهو يلوح بيده الكريمة للمدرجات في ملعب الأمير عبدالله الفيصل بجدة لحظة تشريفه المباراة وكانت ملامح السرور والفرح والبهجة على محياه (حفظه الله) وقد بادله أبناؤه الحضور من إداريين ولاعبين وجماهير نفس المشاعر، وكان هذا أكبر رد على كل من يدعي أنه مثقف ويحاول أن يقلل من مكانة الكرة والرياضة في السعودية والتي رسمت أجمل لوحات الوفاء والحب من الشباب والشعب لملك متواضع أحس بمشاكل الشعب ومعاناتهم، حتى في الكرة استمرت مكارم (أبومتعب) فكان التوجيه الملكي السريع ببدء العمل في الملعب الرياضي الدولي شمال جدة والذي يتسع لـ60 ألف متفرج إلى جانب توسعة مدرجات ملعب جدة.
تواضع الملك عبدالله تجسد في النهائي الكبير وهو يقول لكابتن الأهلي محمد مسعد (سامحوني لأنني لم أقف لكم) .. وقبلها تحدث مع كابتن الهلال محمد الشلهوب واطمأن (حفظه الله) على أخباره .. حتى لاعبو الاتحاد الذين خسروا نتيجة المباراة وكأسها .. تشرفوا بسماع كلمات من الملك عبدالله فيها من التشجيع فكان يردد (حفظه الله) لكل لاعب اتحادي (خيرها في غيرها) .. وداعب الملك عبدالله المهندس إبراهيم علوان بعد المباراة في المقصورة وقال له (فريقكم لم يلعب اليوم بشكل جيد)، وقبلها قدم كلمات التهاني لرئيس الأهلي الأمير فهد بن خالد بالفوز والكأس .. وابتسم (حفظه الله) لطارق كيال مدير الكرة الأهلاوية عندما أصر على التقاط صورة تذكارية معه بالكأس.
إنها مدرسة عبدالله بن عبدالعزيز التي تستحق أن نطلق عليها مدرسة الإنسانية والتواضع، وهي الصفات التي تعلمها أبناؤه وأحفاده .. والذين يحضرون في مجلس الأمير خالد بن عبدالله كل يوم أربعاء في منزله العامر في جدة يلاحظون أن الأمير لا يغادر مجلسه إلا بعد مغادرة آخر الجالسين .. ولم أسمع في حياتي كلمة تخدش الحياء أو إحساس أي إنسان حتى لو كان إنساناً بسيطاً من خالد بن عبدالله أو إخوانه أو أبنائه.
وعلى صعيد الإنجاز الأهلاوي الأخير فإنه جدير بأن يحمل لقب تاريخي، فالأهلي توهج في عز الانكسار .. وصدق من قال (الكبير كبير) والأشجار تموت واقفة .. فالتاريخ كما سجل لنجوم الأهلي السابقين بطولاتهم العشر في هذه المسابقة الغالية، فإن نجوم الأهلي الذين تفوقوا على الاتحاد ميدانياً وترجيحياً سيذكرهم تاريخ الأهلي ولو بعد عشرين عاماً.