يعجبني في شخصية الأمير الشاب نواف بن فيصل بن فهد الذي حظي بالثقة الملكية في تولي منصب الرئيس العام لرعاية الشباب، وهو المنصب الهام جداً. أننا نسمع منه بشكل مباشر ردة الفعل السريعة لكل ما يطرحه الإعلام الرياضي والشبابي، إما من خلال التواصل مع الإعلاميين بشتى أنواع التواصل الإعلامي ومن بينها المداخلات التلفزيونية مع البرامج الحوارية الرياضية .. وكم كنت فخوراً والأمير الشاب يدعم بقوة ما طرحته شخصياً حول مبالغة الأندية السعودية في الصرف ببذخ وبطريقة غير معقولة على اللاعبين الأجانب مهما كانت شهرتهم، لدرجة أنني أصبحت أسمع أن الخمسة والسبعة ملايين يورو وكأنها مجرد أرقام عادية، وهناك من الأندية ما صرف على مهاجم واحد مايقارب 11 مليون يورو كما فعل الهلال مع الكاميروني إيمانا حسب ما ينشر من أرقام .. وقبله مع المغربي هرماش .. وفي الاتحاد ضرب تعاقده مع البرازيلي جيرالدو الذي تجاوز السبعة ملايين ونصف المليون يورو .. وحتى لايقال إنني أستثني الأهلي فإنني أرى بأن البرازيلي فيكتور سيموس ليس ببعيد عن هذه الأرقام من خلال تجديد عقده في الموسم الماضي مع الأهلي حتى وإن شفعت له ضربة الجزاء الأخيرة في نهائي كأس الملك أمام الاتحاد أو أهدافه في الدوري .. في وقت تضم فيه الأندية وجوهاً شابة وواعدة لاتقل عن مستويات اللاعبين الأجانب، فمثلاً ماهو الفارق بين المستوى الفني لنايف هزازي والجزائري زيايه على سبيل المثال؟ ردة الفعل السريعة كانت من نواف بن فيصل الذي سارع وبصوت عال في مطالبة الأندية بوقف نزيف هذه المصاريف الطائلة في لاعبين أجانب، وتحويل هذه المصروفات إلى تطوير مستويات الناشئين والشباب ومنحهم الفرص في المشاركة مع الفريق الأول، وأين سيذهب نجوم الأولمبي ومنتخب الشباب السعودي إن لم يشاركوا مع فرقهم الأولى؟ ويبدو أن الأندية السعودية التي تبحث عن البطولات وهذا حق مشروع لها أمام الضغوط الجماهيرية التي يواجهها القائمون عليها وصناع القرار فيها، لن تلتفت لدعوة الأمير نواف إلا أن يكون هناك قرار ملزم ومعلن لكل الأندية بوقف التعاقدات مع أربعة أجانب والاكتفاء باثنين أو لاعب واحد فقط، وفي حالة المشاركة في الآسيوية يكون هناك استعانة بالأربعة ولو بنظام الإعارة من مبدأ التساوي مع الأندية الآسيوية الأخرى، أما محلياً فلن يستطيع الاتحاد الآسيوي إجبارنا على الأربعة وأرى أن هذا هو الحل (وأي حل غيره ماينفع) على قول الفنان راشد الماجد.