|


خالد قاضي
رحم الله صاحب القلب الكبير
2011-08-22
في المواقف المحزنة، وفي الأخبار التي تحمل فقد عزيز أو حبيب، وكم تعرضت لمثل هذه المواقف في السنوات الأخيرة .. تشعر وكأن الكلمات قد طارت من رأسك ولا تجد تعبيراً شافياً توصل به حزنك للآخرين .. ولا نقول إلا كما قال الصابرون “إنا لله وإنا إليه راجعون” .. والحمد لله على ما أعطى وعلى ما أخذ، وهو سبحانه وتعالى الذي لا يحمد على مكروه سواه .. صباح الأمس تلقيت بحزن شديد أعاد إلى قلبي المتعب أصلاً من جديد متاعب الشريان التاجي وهو خبر وفاة أخي الأكبر الأمير محمد العبدالله الفيصل ـ رحمه الله وتغمده بواسع رحمته ـ أقول أخي الأكبر لأن الأمير محمد كان بالفعل صاحب قلب كبير يتسع لكل الناس حتى الذين اختلفوا معه في بعض الآراء، كان محباً لهم ولم يقفل باب قصره أو مكتبه في وجه أي إنسان .. كان طيباً بالفطرة والذي في قلبه على لسانه .. كان راقياً وأديباً وشاعراً وصاحب روح رياضية عالية وكان قلبه الطيب الذي تعرض لأكثر من عملية قلب مفتوح .. كان قلبه بالفعل مفتوحاً لجميع الناس، فالأمير محمد كان مدرسة مصغرة من مدرسة رائد الرياضة السعودية الأمير الراحل عبدالله الفيصل، والذي كان تلميذاً في مدرسة الملك فيصل ـ طيب الله ثراه ـ، للأمير محمد ولا نزكي على الله أحداً الكثير من المواقف الإنسانية التي لم يكن يرغب أن تنشر في الصحافة والإعلام احتساباً لوجه الله، فكم قدم من مساعدات مالية لأسر محتاجة .. حتى غير المحتاجين كانت يد الأمير محمد تمتد لهم بالعطاء السخي .. أسأل الله أن يجعل أعماله الطيبة في موازين حسناته وأن يثقلها يوم الحساب .. فالناس شهداء الله في الأرض، وإذا أحب الله عبداً من عباده حبب الناس فيه، وأحسب أن الراحل الأمير محمد هو منهم بإذن الله .. أقول الراحل والألم يعتصر قلبي .. لأن الأمير محمد إن كان رحل بجسده فإنه سيبقى رمزاً رياضياً وشاعراً وأديباً في المجتمع السعودي والعربي بأعماله وكلماته لن أنساها .. عندما زرته في المساء الأخير أو ليلة العشاء الأخير في بيت البحر .. ذرفت دموعي الساخنة عندما قال لي: أتمنى ألا يكون في قلب أحد من الناس ذرة زعل مني .. ورديت عليه كيف يزعل منك الناس وأنت صاحب القلب الكبير؟!.. حتى على مائدة العشاء كان يوجه لي نصائح طبية ويداعبني ويقول: أنا خبير في عمليات القلب أكثر من الأطباء .. حتى وهو يعاني من ألم المرض والإرهاق لم تفارقه ابتسامة محمد العبدالله التي تعودنا عليها .. لم يكن يشعر من حوله بأنه مريض .. حتى وهو يعاني من قوة المرض، كان لا يتردد في توقيع أوراق مساعدات للمحتاجين .. الكلام يطول عن (أبوتركي) صاحب القلب الطيب .. ولا نملك في هذه اللحظات إلا الدعاء له بالمغفرة والرحمة في هذه الليالي المباركة في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك.