أنت كاتب إذن أنت مطالب أن تتصالح مع نفسك أولاً.. وثانياً مع الناس.
ـ وتوقيع معاهدة الصلح بين الإنسان ونفسه هي كما أرى أصعب بمراحل من أي معاهدة تصالح أخرى مع أي طرف آخر.
ـ ومن هذا المنطلق يجب على أي كاتب انشغل بهموم الناس أن يتصالح مع ذاته وبعدها من حقه أن يقول ما يريد بشرط ألا يقول ما يريد غيره.
ـ استمتعت في الأيام الماضية بقراءة رواية صديقي الجميل عبده خال (مدن تأكل العشب) بعد أن عثرت عليها في ركن بعيد (غير هادي).
ـ وحركت في هذه الرواية مواجع فرضت علي أن أبحث عن عبده خال في ساعة متأخرة من ليلة أمس وصدمت بعبارة (لا يمكن الاتصال به الآن) فأكملت القراءة ولكن (غالبني النعاس) ولم أقل داهمني.
ـ جميل أن تهرب من همك إلى هم الآخرين وممتع أن تشعر بهموم الآخرين مثل ما تشعر بهمك.
ـ هي ليست فلسفة بل مقاربة بين نفس وأخرى وتأكيداً على أن كثيراً من القراءة يقربك من الجميع بما فيهم من تظن بأنك على خلاف معهم.
ـ أستاذ العبارات الوجدانية ومعلم الرومانسية (عبد الله جفري) مات.
ـ نسيناه حياً وتذكرناه أو ذكرناه بعد مماته بساعات على أنه صاحب الظلال التي اتخذت من الوجدان ممراً لها لتصل إلى وجدان كل قارئ.
ـ تعب (قلب الجفري) وأكاد أجزم بأن عصرنا الحالي ساهم في تعبه.
ـ فنحن نعرفه أنه ذو قلب أتعبته صراعات جيل على ماذا؟.. لا شيء.
ـ رثى نفسه أكثر من مرة ولم يترك لنا في يوم وداعه مزيداً من العبارات لكي نقولها عنه.
ـ لماذا لم نقل إنه مبدع وراق وعاشق إلا بعد ما مات؟!
ـ الأعمدة امتلأت بالعبارات الباكية على رحيل الجفري وهي نفس الأعمدة التي ساهمت في تعب قلب الأستاذ في زمن لم يعد فيه للأساتذة مقاعد.
ـ في مسيرتي الإعلامية لم ألتق عبد الله جفري إلا مرتين والحوار فيها لم يكن فرديا بل كان جماعيا.
ـ لكنني كنت ألتقيه وعياً يومياً؟! تعلمت منه كيف أطوع الأبجدية في صالح علاقة متوترة وعلمني الحد الأدنى في استخدام العبارات الوجدانية.. لكنه مات دونما أقول له أنت أستاذي.
ـ لا تصدقوا كل من أثنوا اليوم على الجفري فجلهم (شتموه) وبعضهم (حاربوه).. ورثاؤهم هو اليوم اعتذار لميت لن يقرأه ولطلاب يعرفون من كان ضدهم أستاذهم..
ـ رحم الله العملاق عبد الله الجفري والعزاء كل العزاء لأهله.. وطلابه النجباء.
ومضة
يوم التفت وشفت ما غايب إلا أن ضاق الوجود وكل همٍ غزاني
ـ وتوقيع معاهدة الصلح بين الإنسان ونفسه هي كما أرى أصعب بمراحل من أي معاهدة تصالح أخرى مع أي طرف آخر.
ـ ومن هذا المنطلق يجب على أي كاتب انشغل بهموم الناس أن يتصالح مع ذاته وبعدها من حقه أن يقول ما يريد بشرط ألا يقول ما يريد غيره.
ـ استمتعت في الأيام الماضية بقراءة رواية صديقي الجميل عبده خال (مدن تأكل العشب) بعد أن عثرت عليها في ركن بعيد (غير هادي).
ـ وحركت في هذه الرواية مواجع فرضت علي أن أبحث عن عبده خال في ساعة متأخرة من ليلة أمس وصدمت بعبارة (لا يمكن الاتصال به الآن) فأكملت القراءة ولكن (غالبني النعاس) ولم أقل داهمني.
ـ جميل أن تهرب من همك إلى هم الآخرين وممتع أن تشعر بهموم الآخرين مثل ما تشعر بهمك.
ـ هي ليست فلسفة بل مقاربة بين نفس وأخرى وتأكيداً على أن كثيراً من القراءة يقربك من الجميع بما فيهم من تظن بأنك على خلاف معهم.
ـ أستاذ العبارات الوجدانية ومعلم الرومانسية (عبد الله جفري) مات.
ـ نسيناه حياً وتذكرناه أو ذكرناه بعد مماته بساعات على أنه صاحب الظلال التي اتخذت من الوجدان ممراً لها لتصل إلى وجدان كل قارئ.
ـ تعب (قلب الجفري) وأكاد أجزم بأن عصرنا الحالي ساهم في تعبه.
ـ فنحن نعرفه أنه ذو قلب أتعبته صراعات جيل على ماذا؟.. لا شيء.
ـ رثى نفسه أكثر من مرة ولم يترك لنا في يوم وداعه مزيداً من العبارات لكي نقولها عنه.
ـ لماذا لم نقل إنه مبدع وراق وعاشق إلا بعد ما مات؟!
ـ الأعمدة امتلأت بالعبارات الباكية على رحيل الجفري وهي نفس الأعمدة التي ساهمت في تعب قلب الأستاذ في زمن لم يعد فيه للأساتذة مقاعد.
ـ في مسيرتي الإعلامية لم ألتق عبد الله جفري إلا مرتين والحوار فيها لم يكن فرديا بل كان جماعيا.
ـ لكنني كنت ألتقيه وعياً يومياً؟! تعلمت منه كيف أطوع الأبجدية في صالح علاقة متوترة وعلمني الحد الأدنى في استخدام العبارات الوجدانية.. لكنه مات دونما أقول له أنت أستاذي.
ـ لا تصدقوا كل من أثنوا اليوم على الجفري فجلهم (شتموه) وبعضهم (حاربوه).. ورثاؤهم هو اليوم اعتذار لميت لن يقرأه ولطلاب يعرفون من كان ضدهم أستاذهم..
ـ رحم الله العملاق عبد الله الجفري والعزاء كل العزاء لأهله.. وطلابه النجباء.
ومضة
يوم التفت وشفت ما غايب إلا أن ضاق الوجود وكل همٍ غزاني