|


جمال برعي
الأخضر والفراعنة والمونديال
2009-04-20
أتعجب من الانتقادات الهدامة التي تعرض لها المنتخب المصري لكرة القدم لمجرد أنه تعادل مع زامبيا في بداية مباريات المجموعة الثالثة الأفريقية لتصفيات كأس العالم، والمشانق التي تم تعليقها لحسن شحاتة المدير الفني الذي وصفوه بالأسطورة عندما فاز بكأس الأمم الأفريقية 2006 و2008 والحاصل على لقب أفضل مدرب على مستوى القارة السمراء 2008 في استفتاء الكاف، وللأسف الذي قام بتعليق هذه المشانق معظمهم من المدربين الفاشلين الذين سبق لهم تدريب المنتخب وفشلوا فشلاً ذريعاً، وبعضهم قام بتدريب فرق هبطت لدوري المظاليم في مصر.. إن كثرة البرامج الرياضية والفضائيات الرياضية جعلت من يتواجدون في هذه البرامج يقولون أي كلام ويهاجمون المنتخب وجهازه ولاعبيه، معتقدين أن ذلك سوف يجلب لهم الشهرة ويجعل الإقبال الجماهيري كبيراً على برامجهم.. المنتخب المصري تعادل ولم يخسر ومع هذا تعرض لهجوم شرس لأن الإعلام هيأ الجماهير على أن الفراعنة سوف يحققون فوزاً سهلاً ومريحاً وتجاهلوا قوة الفريق الزامبي وإمكانياته، والإعلام المصري والجزائري دخلا في حرب شرسة منذ إجراء القرعة وتجاهلا تماماً المنتخب الزامبي، واعتقدوا أن الصراع على بطاقة المونديال سيكون بين مصر والجزائر، لكن زامبيا أثبتت خطأ توقعاتهم وأكدت أنها منافس حقيقي في هذه التصفيات.. مشوار تصفيات المونديال شاق وطويل، يحتاج الصبر والحماس والإصرار والعطاء لمن يريد التأهل، ومن يتعثر في جولة يجب أن ينهض سريعاً ويعوض في الجولة التالية، ولا يكون هذا التعثر سبباً في الانهيار الدائم واليأس والإحباط، وليأخذ الجميع الدرس من الأخضر السعودي الذي تعثر في بداية التصفيات وتعرض لهجوم شرس وعنيف، لكن الرجال يظهرون عند الشدائد، وبالفعل نهض الأخضر وتألق وعاد للمنافسة وسيكون أحد فرسان آسيا في مونديال 2010 بإذن الله.