|


جمال برعي
ليه .. يا عرب
2009-12-15
بكل تأكيد رجال الاتحاد العربي لكرة القدم وقياداته لديهم من الحكمة والخبرة الكثير والكثير ويعرفون كيف ومتى وأين يتحركون لمواجهة أي قضية خاصة إذا كانت من النوع الصعب والشائك مثل المشكلة القائمة حالياً بين مصر والجزائر بعد أحداث مباراتيهما في القاهرة وأم درمان في تصفيات المونديال، ولهذا أتعجب كثيراً من بعض الأقلام التي انبرت لمهاجمة الاتحاد العربي واتهمته بأنه لم يقدم أي مبادرة لتهدئة الأجواء بين الدولتين الشقيقتين على المستوى الرياضي فليس مطلوبا أن يقدم الاتحاد تقريرا عما ينوي القيام به في مثل هذه الأمور الشائكة التي تعدت الجوانب الرياضية بمراحل وانتقلت لجوانب سياسية خطيرة وأي مبادرة تحتاج للسرية والهدوء وعدم الإعلان عنها حتى لا تفسدها بعض وسائل الإعلام والتي كانت أحد الأسباب الرئيسية في إشعال هذه الأزمة بين مصر والجزائر سواء عن جهل أو عمد لتحقيق أهداف ومصالح معينة.
وما يؤكد صدق كلامي أن مبادرة الاتحاد الإماراتي لإقامة مباراة بين مصر والجزائر في الإمارات فشلت حيث رفضها محمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائري وهو ما ساهم في اعتذار سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري عن حضور اجتماعات الاتحاد العربي القائمة حاليا بالرياض حتى لا يلتقي روراوة ولدى زاهر حزن ومرارة من روراوة الذي رفض مصافحته في السودان بعد اللقاء مع الرئيس السوداني عمر البشير قبل مباراة 18 نوفمبر المشئومة ولهذا يجب على روراوة أن يستجيب لأي مبادرة ويكون البادئ بالمصالحة مع زاهر .. ولأننا نثق في قيادات الاتحاد العربي ورئيسه الأمير سلطان بن فهد فإنهم سوف يتحركون في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة للتهدئة بين الجانبين بشرط أن يكون لدى الجانبين النية لطي هذه الصفحة المؤلمة والتي يجب ألا تكون متواجدة بين بلدين شقيقين، فهل نثبت للعالم أننا أشقاء بحق ونعطي الفرصة للاتحاد العربي لحل المشكلة أم نركب دماغنا لتزيد مشاكلنا وصراعاتنا ويضحك علينا العالم؟.