|


د. علي عبدالله الجفري
إليك سمو المديرة 2ـ2
2010-10-25
أشرت في الجزء الأول من هذا المقال، في الأسبوع الماضي، إلى توجهي وزارة التربية و التعليم، بخصوص إقرار منهج للتربية البدنية أو الحركية ضمن المناهج الدراسية لتعليم البنات، و كذلك تدريس الصفوف الأولية للمرحلة الابتدائية للجنسين من قبل المعلمات فقط. اليوم أكمل و أختم رسالتي إلى سمو مديرة جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، بالقول إن هذين التوجهين لوزارة التربية و التعليم يحتاجان إلى توفير الكثير من الإمكانات الفنية و المنشآتية المدرسية، و لكن أهم هذه الإمكانات هي الكوادر البشرية التي سوف تعمل على تنفيذ التوجهين.
سمو المديرة، و أنت الأكاديمية و القيادية و المسئولة الأولى عن التعليم العالي لفتيات الوطن، أجزم بأن توجه وزارة التربية و التعليم لا يخفى عليك و لا على إدارة جامعتك الموقرة، و أجزم كذلك أنك لن تدخري جهداً في كل ما فيه صالح التعليم العالي لفتيات الوطن، فيما لا يتعارض مع تعاليم عقيدتنا الدينية، وقيمنا المجتمعية. إن توجها من وزارة التربية و التعليم يحتاج إلى دعم فني و معنوي من الجامعات الحكومية و على رأسها الجامعة التي تديرين لأنها الأهم في مسيرة تعليم المرأة في المملكة. فالدعم المعنوي يكون من خلال توعية المجتمع لأهمية التربية البدنية و الحركية للفتيات الصغار و تأثير ذلك على صحتهن البدنية و النفسية في هذه الفترة الهامة من نموهن، و التي تحتاج إلى الكثير من الحركة الموجهة للتعلم و التطور الحركي و الذي بدوره يساهم بشكل رئيس في التوازن الهرموني و الأنزيمي لجميع أجهزتهن الفسيولوجية. أما الدعم الفني فهو يتمحور حول ما تضطلع به الجامعة من دور في الإعداد للكوادر البشرية التي تستطيع تنفيذ هذا التوجه، دون دفع وزارة التربية و التعليم إلى اللجوء إلى التعاقد من جديد لمعلمات للتربية البدنية و الحركية من الدول الشقيقة.
إن احتياج الوطن لقسم أكاديمي أو كلية لإعداد معلمات للتربية البدنية أو الحركية لهو مطلب تنموي اجتماعي تربوي. و أعتقد يا سمو المديرة بأن جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن هي الحاضنة الأفضل و الأمثل لهذا القسم أو لهذه الكلية لأسباب كثيرة، لا أود ذكرها الآن، لكن أهمها هو أن المدينة الجامعية للجامعة مازالت تحت الإنشاء بأعلى المواصفات و المعايير و المتطلبات التعليمية الدولية و بالخصوصية الاجتماعية الوطنية، و من الممكن وضع التعديلات اللازمة لإنشاء هذا القسم أو هذه الكلية بالقرب من المنشآت الرياضية فيها.
سمو المديرة هناك عدد بسيط من السعوديات من حملة البكالوريوس في التربية البدنية في بعض مدن المملكة، بالطبع جميعهن تحصلن عليه من خارج الوطن. في الكثير من زياراتي إلى كليات التربية البدنية و الرياضة في الوطن العربي، أقابل مجموعة من بنات الوطن اللاتي يدرس في تلك الكليات، و عادة ما يكون سؤالي لهن هو لماذا تتغربن للحصول على بكالوريوس في التربية البدنية؟ فإن إجابة أغلبهن أنهن يردن الحصول على وظيفة تعليمية في إحدى المدارس العالمية الخاصة و ما أكثرها في الوطن، بدلاً من الحصول على بكالوريوس في تخصص آخر من جامعات الوطن والجلوس في البيوت دون وظائف.