|




سعد المطرفي
الكلام يجر بعضه
2008-10-26
الكلام بعضه (مهضوم) وبعضه (علقم) وبعضه (لا يصدق)، لكنه في النهاية محسوب على صاحبه مهما كانت مكانته ورجاحة عقله وخبرته.
وما قاله عبدالعزيز الدغيثر قبل البارحة عن الجدولة المفصلة للمباريات وعلاقة هذا الأمر بالشركة الراعية.. واستدعاؤه اليوم للمساءلة عن معنى ذلك يعد خطوة آمنة جداً نحو إيقاف كثير من الجمل الساخنة التي بدأت تتنامى في الوسط الرياضي بشكل غير عادي هذا الموسم، وأنا لا أعني بذلك شخصنة الأمر بشكل كلي حول ما قاله الدغيثر.. فربما لديه ما يكفيه هذا الصباح، ولكن كثيرين ممن تبدو تصريحاتهم أكثر انفعالية في أنديتنا بحاجة إلى مزيد من الضبط والتوجيه.. على الأقل رحمة بالناس، ولكي لا تخرج المنافسة بين الأندية عن مسارها الصحيح.. فالفلتان اللفظي المبكر هذا الموسم بدأ ينعكس على كل شيء، المدرجات، وعلى علاقة اللاعبين ببعضهم البعض داخل الملعب، وعلى قاموس بعض صناع النقد الفاسد في اغتنام الفرصة لمزيد من ممارسة التأليب، وعلى علاقة الإداريين بالحكم المحلي باللاعبين لأنه ليس (لطش) كلام وإنما تمرير متعمد في كثير من المواقف.
والدغيثر إجمالاً وإن أخطأ فيما قال لكنه ليس وحده الذي يستحق الاستدعاء بهذه السرعة، فهناك من قال أخطر مما قال دون أن يقدم دليلاً واحداً يؤكد صحة ما يقول ولو بنسبة ضعيفة جداً.
فمحمد نجيب من باب إذكاء الفرقة وليس من باب الانزلاق اللفظي قسم الأندية السعودية إلى أندية خاصة بالأمراء وأندية خاصة بالفقراء، ولم يتم استدعاء ممثل القناة محلياً لتقديم تفسيرات واضحة عما قيل، خصوصاً أن تلك الجملة الخطيرة جداً مازال وقعها سيئاً وقد طارت إلى مسامع الناس، وربما تكون نتائجها مستقبلاً أكبر مما نظن، وهناك إجراءات كان يفترض أن تتم دون تهاون وتشترك فيها أكثر من جهة لمعرفة الهدف الحقيقي من وراء مثل هذا التمرير الخطير جداً، وهل هو حدث بتوجيه من جهة ما أو بقناعة شخصية ممن قاله صاحب تلك الجملة المؤسفة.
فالصمت والتجاوز عن مثل هذه الجمل يمكن أن يعطي تفسيرات غير جيدة ومؤسفة للغاية لدى من لا يعرفون شيئاً عن واقعنا الاجتماعي والرياضي ويجعل الكذب حقيقة في أذهانهم.