|


سعد المطرفي
فرق بين الإبعاد والاستقالة
2011-10-02
الكتابة عن نادي الوحدة تشبه الكتابة عن الصحراء الكبرى، فكل يوم تزداد الأمور تعقيدا، ولاتعرف أي خط أو اتجاه يمكن أن يقودك للنهايات، وكل يوم أيضا يظهر هوامير جدد للتفاوض وللفصل في كل شيء، وكل يوم كذلك لا تعرف هل سيكون هناك حل قاطع ومؤكد أم ستطول فصول التعقيدات نحو مزيد من صعوبة الحل، لذلك سلة مجلس إدارة نادي الوحدة الشاغرة التي دارت على أكثر من ثلاثة مرشحين ولم تجد من يقبل بها ويملأ الفراغ غير الأخ علي داود، كان من المفترض أن تسبقها ميزانية واضحة ومحفزة ومعتمدة ومرصودة من قبل لجنة شؤون الوحدة، بدلا من عرضها على زيد وعبيد وسعيد، وكلما سأل أحدهم كم الميزانية المتوفرة أمامه كي يقرر قيل له دبر حالك، فهذه الجملة الفضفاضة لاتبني عملا، ولاتسيير نادي حارة على الإطلاق، ولايمكن أن تحدث التغيير المطلوب، حيث كان أولى للجنة أن توفر المال المطلوب قبل أن تقرر إبعاد جمال تونسي بهذه الطريقة المضحكة جدا حتى وإن أخطأ الرجل، فما لقيه جمال أشبه بجزاء سنمار، ولا أعرف ماذا سيقول لنفسه وللناس بعد أن يستفيق من صدمته، وكيف لم يتوقع ذلك، فالرجل أقام الدنيا ولم يقعدها من أجل هذه اللجنة، وحارب أجواد الفاسي وأعضاء الشرف كي لاتتم الانتخابات، ومع أول يوم عمل رفضت اللجنة استقباله، أو حتى الاستماع لوجهة نظره، وأقالته عمليا وإعلاميا ومعنويا وعلى رؤوس الأشهاد وبدون مقدمات، فاضطر مكرها ودون إرادة منه أن يكتب خطاب استقالة دون قيمة تحفظ كل الجهود التي بذلها من أجل تنصيب رئيس اللجنة رئيسا للهيئة، فاللهم لاشماتة، لأن الفصل الأخير من مسرحية الوحدة الموسمية هذه المرة كان درسا قاسيا للمتلونين ولأعداء التغيير.