|




د. رشيد بن عبد العزيز الحمد
دور السياحة الرياضية في التنمية
2008-11-20
احتفلت المنطقة الشرقية بالمملكة مؤخراً باختتام رالي المنطقة الشرقية، وذلك بمدينة الملك فهد الساحلية بشاطئ نصف القمر بمشاركة (23) فريقاً من المملكة ومن دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية والأجنبية، ولقد كان الرالي متميزاً بكل المقاييس من الناحية الفنية والتنظيمية، وفي واقع الأمر أن الكثير من الدول حققت التميز في الرواج السياحي عن طريق تحقيق مدخل جديد للسياحة بل وأحسنت استغلاله وتقديمه كأحد عوامل الجذب السياحية, وهذا يساهم في زيادة الدخل وبالتالي يزداد الإنفاق، حيث إنه غالباً ما يكون المتابعون للمباريات من ذوي الدخول المرتفعة وأصحاب الإنفاق العالي، وكما هو معروف أن اللاعبين الرياضيين يبحثون عن المشاركة في البطولات والمسابقات الرياضية فينتقلون من بلدٍ إلى آخر بحثاً عن تحسين ترتيبهم الدولي وكسباً للرزق بحكم أن أغلب بطولات المحترفين ولمن هم فوق (18) سنة يحصلون فيها على جوائز مالية لا عينية, كما أن العديد من المهتمين يسافرون فقط لمشاهدة أبطال اللعبة التي يشجعونها لإشباع رغباتهم الرياضية، وهنا أرى بأهمية تنمية السياحة الرياضية الداخلية من خلال التنسيق فيما بين الهيئة العامة للسياحة والرئاسة العامة لرعاية الشباب من خلال استثمار المنشآت الرياضية سواء كان ذلك في نطاق الأندية الرياضية التابعة للرئاسة أو في نطاق المنشآت السياحية مثل الفنادق التي تقدم وتسوق برامج السياحة الرياضية للمهتمين بالرياضات المختلفة, وبلا شك أن دور الهيئة مهم من خلال التنسيق مع رجال الأعمال لبناء المنتزهات السياحية مع مراعاة أن تتضمن المنشآت ملاعب رياضية، وقد يقتصر على رياضة واحدة لضمان أن تكون الملاعب وفق المواصفات الدولية, ويراعي المنطقة الجغرافية كذلك، وبلا شك أننا نسمع بعدم استثمار الفنادق والشقق السكنية في أماكن منتزهات المملكة إلا في فترة الصيف فقط، وهذا إهدار ويحتاج إلى دراسة قد يكون أحسن حل لها السياحة الرياضية والمسابقات الرياضية, ماذا لو كلفت الرئاسة كل اتحاد بتنظيم أحد نشاطاته الدولية في أحد المصايف أو تم التنسيق لاستضافة بطولة أو تنظيمها بها، فالمعروف أن البطولات الدولية لاتكلف مصاريف مالية كبيرة كما هو الحال مثلاً بطولة دولية للتنس يشارك فيها اللاعبون على نفقتهم الخاصة ويدفعون رسوماً نظير المشاركة, فضلاً عن البطولات تمثل عملية ترويج غير مباشر للدولة يتمثل في متابعة البطولة عبر شاشات التلفزيون وصفحات الجرائد والإعلان عن اسم الدولة في جميع أرجاء العالم وفي ظل ذلك فلنا تجربة حية في تنظيم رالي الشرقية ورالي حائل وكيف نجح للتعاون القائم بين اتحاد اللعبة وهيئة السياحة ويمكن استثمار الطبيعة في الطائف وعسير والدمام وغيرها من مدن المملكة، فلدينا ثروة جيدة لم تُستغل، وبلا شك أن العمل على الاهتمام بالتنشيط السياحي الرياضي يحتاج إلى توفر الكوادر المشرفة وزيادة وتوفير وسائل المواصلات فيما بين المدن مع ضرورة انتقاء الرياضات المناسبة والجاذبة والتنسيق مع الكليات الرياضية أو المؤسسة العامة للتدريب المهني لإقامة دورات تدريبية للذين سيشاركون في هذا المجال ويشرفون عليه.