|


د. رشيد بن عبد العزيز الحمد
مَن أهدر دم الرياضة المدرسية؟
2008-11-27
الاهتمام بالرياضة المدرسية يعد الأساس المنطقي والمصدر المهم للكشف المبكر عن المتميزين والمبدعين والمتفوقين رياضياً كما أن من خلالها يتم تحقيق عدة أهداف أهمها العناية بالصحة البدنية والنفسية والعقلية والاجتماعية، وفي واقع الأمر كثيراً ما نشاهد في بعض البرامج الإعلامية المرئية أو المقروءة الرياضية بين الحين والآخر، وبالتحديد في القناة الرياضية السعودية وغيرها من القنوات الرياضية حملات إعلامية لترويج الدعاية ضد الرياضة المدرسية، وأن سبب تأخر الرياضة السعودية مرده ضعف الرياضة المدرسية والافتخار بما تقوم به الاتحادات الرياضية، في ظل أننا لم نرَ عملاً احترافياً سوى من اتحادي القوى وكرة القدم مؤخراً، فأين الأكاديميات أين العمل مع الأطفال أين المدارس التدريبية يبحثون عن اللاعب الجاهز، وحقيقة قد يتفق معي الكثير بأنه لم نرَ مهنة في العالم يتحدث عنها وفيها من يعرفها ومن هو مبتدئ بها سوى مهنة الرياضة والرياضة فقط، هل سمعنا يوماً من تحدث ونصب نفسه فاهما في الطب، لم يحدث ذلك بل الشيء الجميل أن أصحاب مهنة الطب لن يسمحوا لغيرهم ولغير المتخصص منهم في الحديث أو ارتداء ملابسهم على أقل تقدير، الغريب أن الكل يتحدث عن الرياضة المدرسية ومشاكلها ويضعون الحلول ويوزعون الاتهامات لوزارة التربية والتعليم فيما أصحاب الاختصاص من القائمين على الرياضة المدرسية بعيدون عن الإعلام بل لم يسبق أن تم دعوة مسؤول في التربية البدنية من وزارة التربية والتعليم أو معلم مختص من أي إدارة تربية وتعليم للحديث عن حال الرياضة المدرسية ما لها وما عليها فالمتحدثون كثر والمختصون مبعدون لا مبتعدون، ولذلك فدم الرياضة المدرسية مهدر لمن يشاء الحديث فيه بل يتحدث بعضهم عن أمور خارجة عن نطاق الرياضة المدرسية وينسبونها لها في العديد من الأحاديث، واعترافاً بالقصور فإن الكل يتحمل المسؤولية، فالوزارة بلا شك تعمل والاتحادات تعمل والكل مقصر ولكل مجتهد نصيب، إلا أن التربويين بشكل عام والرياضيين بوجه خاص يتطلعون إلى مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ لتطوير التعليم لعل فيه ـ إن شاء الله ـ نقلة جدية للرياضة المدرسية من خلال المنشآت الرياضية والملاعب والصالات التي تفتقدها العديد من مدارسنا وتهيئة البيئة المناسبة للممارسة بالمدرسة لتطوير درس التربية البدنية والممارسات الرياضية بها، ودعوة لأخي المستشار عادل عصام الدين لتبني برنامج أسبوعي عن الرياضة المدرسية عبارة عن إلقاء الضوء على الرياضة المدرسية والموهوبين وتشجيعهم وكشف العديد من القضايا حول الرياضة المدرسية والنهوض بها كما هو الحال في العديد من الدول المهتمة بالرياضة المدرسية، والله الهادي.