|




د. رشيد بن عبد العزيز الحمد
إدارة التغيير .. لتطوير الرياضة
2009-02-12
تعتبر إدارة التغيير من بديهيات الفكر الإداري الرياضي المعاصر، وفي زخم التطور الذي تشهده الرياضة في بلادنا من دعم واهتمام ورعاية ومتابعة من المسؤولين عن الرياضة والشباب في المملكة العربية السعودية, حتى تقدمت الرياضة في بلادنا إلى مراتب عليا في زمن قياسي مقارنة بالدول الأخرى, ومن واقع تجربتي المتواضعة في العمل الرياضي بصفتي حكماً وفنياً وعضواً في مجلس إدارة الاتحاد السعودي للتنس لثلاثين عاماً مضت, أرى من وجهة نظر شخصية أن الرياضة في بلادنا لابد أن تستجيب للتغييرات والتطورات في مجال الكوادر الإدارية بعد أن جرى تطوير النواحي الفنية لمواكبة الظروف والأحداث المختلفة والمستجدات في المجال الرياضي.
وعمل الرئاسة العامة لرعاية الشباب بصفتها الجهاز المركزي الذي يرسم الخطط والسياسات للرياضة في بلادنا يشوبه شيء من النقص الملحوظ في الميدان، حيث إن مكاتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب في مختلف محافظات ومناطق السعودية التي تجاوز عددها 22 مكتباً لا تقوم بواجباتها على الوجه المطلوب من الناحية الفنية والإدارية بدليل حصول أحداث ومخالفات في بعض المباريات في الدرجتين الثالثة والثانية تسيئ للرياضة في بلادنا ـ ولم تحرك المكاتب ساكناً ويضطر الجهاز المركزي ممثلاً في الرئاسة العامة لرعاية الشباب للتدخل وحل أية إشكالات، في حين أنه كان من الأولى أن تقوم تلك المكاتب بتلك الأدوار، ولا أظن أنهم لم يخولوا صلاحيات في إدارة الرياضة بمفهومها الشامل دون الرجوع للرئاسة العامة لرعاية الشباب على أساس أن تطبق اللوائح والتعليمات وبخاصة لائحة التسجيل والتصنيف. لكن تعطيل المكاتب بهذه الصورة يضع العبء الأكبر على الجهاز المركزي وهو الرئاسة وكان الأولى أن تتفرغ للتطوير والدراسات والأبحاث والقضايا العالقة والمستعصية التي قد لا تستطيع المكاتب معالجتها, ونقترح، مواكبة للتغييرات والمستجدات في الرياضة في بلادنا تكوين إدارة جديدة في الرئاسة تعنى بالتغيير والتطوير لتستجيب لهذه المتغيرات وتستشرف معالمها بحيث يكون التخطيط لإحداث التغيير وإنجاحه والتكيف معه بطريقة علمية صحيحة، وكذلك معالجة عملية مقاومة التغيير، بحيث لا يكون التمسك بالقديم المألوف ومقاومة التغيير تحسباً لمخاطره الوهمية وتجاهلاً لفوائده الإيجابية، دستورا أساس.
وتتضح أهمية وجود إدارة للتغيير من أجل تطوير الرياضة السعودية، لتتوافق ومطالب عصر الانفجار المعرفي والتغييرات الحادثة فيه، على اعتبار أن تلك الإدارة ستحتوي مشاركات جميع القطاعات وسترعى أهم عنصر وهو عنصر الشباب، كما أن إدارة التغيير ستتيح للجميع الفرصة في تطوير الرياضة من خلال تحديد الأهداف على المدى الطويل، في ضوء التغيرات الحاصلة حاليا والمتوقعة مستقبلا، وتأثيراتها على نوعية المطبقين، وبخاصة على اللاعبين، وكيفية التحكم في هذه التأثيرات، والخطوات التي تقـوم بها هذه الإدارة من أجل ذلك، فالتغيير عملية مهمة ومعقدة، وفرصة للابتكار والتعديل والتنظيم والدقة والتخطيط وفق أسس علمية وينبغي ألا تستعجل النتائج فالتخطيط والتطوير هو سمة العمل الناجح في أي مجال, لتحقيق الأهداف.