|


د. رشيد بن عبد العزيز الحمد
ندوة الحوار في بلد قائد الحوار 1/2
2009-05-22
نظم الاتحاد السعودي للتربية البدنية والرياضة تحت رعاية الأمير نواف بن فيصل بن فهد نائب الرئيس العام لرعاية الشباب وبحضور عدد من كبير من التربويين يوم أمس الأول ندوة علمية عن دور المؤسسات الرياضية في نشر ثقافة الحوار وكان من أهم محاورها محور يتعلق بدور معلم التربية البدنية في غرس وتطبيق مبادئ الحوار في نفوس الطلاب , ولا يخفى على القارئ الكريم أهمية التربية البدنية والنشاط الرياضي للإنسان على اعتبار أنها جزء أساسي في حياة الفرد، وتحظى الأنشطة الرياضية الجماعية والفردية باهتمام ومتابعة من أغلب أفراد المجتمع بلا استثناء . وحيث يمثل التواصل البشري "الحوار" وسيلة للتعايش والتفاعل بين هؤلاء المهتمين والمتابعين فإن إيجابيته وصحته تمثل رافدا مهما من روافد التعايش والتواصل الذي يحقق التوافق الاجتماعي والتعاون البشري والحضارة الإنسانية . وأرى أن من أبرز أدواره في هذا المجال : إظهار الهدف الأسمى في هذه التربية ورفعه عاليا أمام الأهداف الصغيرة حجما وقدرا مثل : التفوق البدني على الآخرين وتسجيل الأهداف والنقاط والسيطرة على الأقران . والتي أعمت المشاركين في هذه الأنشطة عن ذلك الهدف الأسمى . فما هو ذلك الهدف الذي يمكن أن نرفعه ليكون هو الهدف الأسمى ؟ هو تفهم حاجات الطلاب البدنية والنفسية فمن الطلاب من يحتاج للألعاب الجماعية .. ومنهم من يحتاج للألعاب الفردية .. ومنهم من يحتاج لكرة القدم وأؤكد على كلمة يحتاج وليس كلمة يرغب . فضلا عمن يتقن ويبرز في نشاط بدني معين دون غيره . وهذا هو أول مداخل الحوار .. تفهم حاجات الآخرين "- تقبل أولئك الطلاب كما هم من حيث القدرات المادية . الجسمية المهارية أو النفس سلوكية . والرغبات والحاجات " الميول " مع التأكيد على أن الدنيا متعددة الألوان وليست لونا أو لونين اثنين . وهذا هو المحك الذي لم يتجاوزه الكثيرون في أنشطتنا ومؤسساتنا الرياضية حيث لا يرون إلا أنديتهم المفضلة وهذا يناقض قيم الحوار السامية التي تدعو لتقبل الآخرين كما هم وأن لهم الحق في الاختيار ، فإذا لم نقبل هذا فنحن نغلق أبواب الحوار مع الآخرين حيث لم نتقبل أن يختار ما يريد ولم نعترف بحقه في ذلك .
وأساس الحوار هو الاعتراف بالآخرين وحقهم في إبداء آرائهم عن أمر ما في حدود الآداب الشرعية والأعراف المطبقة في مجتمعنا الإسلامي وللحديث بقية .