|


د. رشيد بن عبد العزيز الحمد
انتقاء القائد للفريق هل من ضرورة؟
2009-08-13
يحرص العديد من أنديتنا الرياضية وبالذات في كرة القدم على حسن ترشيح واختيار قائد للفريق (كابتن) لقيادته داخل الملعب وعادة ما يصاحب الترشيح ضجة إعلامية وتدخل إداري من هنا وهناك تقود في بعض الأحيان لاعباً لا يستحق القيادة لقيادة الفريق وهذا ما نشاهده ونسمعه، فقد يكون الترشيح لعدة اعتبارات منها قدم اللاعب في الفريق ومستوى اللاعب وشخصيته وسنه، وتشير العديد من الدراسات والأبحاث العلمية إلى أن هناك دورا فاعلا لقائد الفريق ونجاح القائد لا يتوقف ترشيحه فقط على ذكائه العقلي أو كبر سنه وإنما أيضا على صفات ومهارات قد لا توجد لدى الأشخاص الأذكياء وهو القدرة على التعامل بإيجابية مع الآخرين داخل الملعب وخارجه في المواقف الصعبة والتخلص من المشاعر السلبية الحادة على اعتبار أنه سوف يواجه ضغوطا داخل الملعب مما يتطلب منه التصرف والتغلب على الصعوبات التي تحصل داخل الفريق أو خارجه، ولا شك أن تعامل القائد مع الآخرين يؤثر في أدائهم فعندما يتعامل من خلال تصرفه كقائد كقدوة حسنة لهم مع تقديره لمشاعر زملائه داخل الملعب وتشجيعه لهم وتحفيزهم على تخطي المواقف السلبية فإنهم سيدينون له بالولاء ويقدمون أفضل ما لديهم، وعندما يتعامل معهم من خلال التسلط وعدم الاحترام لمشاعرهم فإنهم لن يعطوا العطاء المطلوب وسيساهم في تشتيت تفكيرهم وتركيزهم داخل الملعب فضلا عن خارجه، وبلا شك أننا ما زلنا نتذكر بفخر التميز الذي أظهره في وقت مضى كابتن المنتخب عبد الرزاق أبو داود والكابتن صالح النعيمة عندما كانا يؤديان أدوارا قيادية فنية وإدارية تتصف بحسن الاختيار والانتقاء لمن رشحهما مع تمنياتنا لقائد منتخبنا الحالي بالتوفيق. والقيادة داخل الملعب لا يجيدها أي لاعب بقدر أهمية حسن الانتقاء لمن يتميز بصفات ومعايير ينبغي أن توجد فيه حتى يستطيع أن يقوم بدوره الفاعل في التأثير في زملائه اللاعبين خاصة وأن كرة القدم لعبة جماعية ويرتكز العمل الجماعي المنظم والذي يسعى لتحقيق أهداف محددة على مدى وجود قائد يثير سلوك الأفراد ويوجههم نحو تحقيق الأهداف للفريق .