|


د. رشيد بن عبد العزيز الحمد
الشغب في ملاعبنا الرياضية
2009-10-24
مشاهدة مباريات كرة القدم أو أي رياضة أخرى في الملعب أو من خلال الشاشة حق مشروع للجميع بل ضرورة اجتماعية ويفترض أن تتاح للجميع في أجواء صحية منظمة، فهي تساعد على التواصل والسعادة والاستمتاع والتعارف المتبادل بين أفراد المجتمع وفئاته وتساعد على غرس الانتماء والمواطنة، كما تعد نوعا من التفريغ النفسي للشحنات الانفعالية ولكن قد يحدث في بعض المباريات الجماهيرية عنف أو شغب كما حدث في المباريات السابقة في دوري زين للمحترفين وهذا التصرف يرتبط في كثير من الأحيان بالسمات الشخصية للفرد مثل عدم الاستقرار النفسي وعدم الثقة بالنفس وبعض اضطرابات الشخصية والواقع يقول إنه لا يوجد لدينا دراسة علمية توضح ما إذا كان هذا الشغب الذي يحدث في بعض المباريات سلوكاً منظماً على شكل جماعات وحشود منظمة تأخذ عملاً واحداً مشتركاً ومتفقاً عليه، أم عملا فرديا يحدث في حينه كما نشاهده في بعض المباريات، ومن وجهة نظر شخصية أرى أن ذلك السلوك أو الشغب ليس منظماً بل عمل فردي وغير منظم بل إن البعض يقلد سلوك الآخرين داخل الملعب ويحاكيهم في تصرفاتهم حتى لو كانت عدائية، وبعض الجماهير تبحث عن تشجيع الكرة الحلوة الجميلة وينتقي بعض المباريات لحضورها والاستمتاع بها وبعض الجمهور المتعصب تراه يصر على حضور جميع مباريات فريقه بغض النظر عن مكان أو زمن إقامتها ومدى أهميتها لفريقه ومشجع آخر يتحين فرصة حدوث أي إثارة في الملعب لإثارة الشغب والمشاركة فيه، ففي النمسا مثلا أجريت دراسة أوضحت أن 23% من المشجعين المشاغبين من العاطلين وأن 1% لديهم استعداد للمشاركة في أعمال العنف، وفي هولندا كشفت دراسة عن أن 34% ممن يتم القبض عليهم تتراوح أعمارهم بين 16 و18 سنة و28% تتراوح أعمارهم بين 19 و20 سنة، وفي ألمانيا تم تصنيف المشجعين إلى مشجع مسالم ومشجع لديه الاستعداد للاشتراك في العنف، وحقيقة الأمر أن من أكثر ما يسبب الشغب والإثارة هي للأسف أساليب الإثارة الإعلامية والصحفية قبل أو بعد أو عند تغطية المباريات مثل وصف الحكام بعدم الكفاءة والتقليل من مستوى الحكام وتعمد هز مستوى الحكم في المباريات الجماهيرية وكذلك تعمد بعض كتاب الأعمدة الصحفية بث روح الإثارة غير الشريفة كالمدح والتحيز لفريقه والتقليل من الآخرين وتغذية مشاعر العداء بين الجماهير وشحنهم وحقيقة القول إنه ولله الحمد لا يوجد لدينا عمل منظم للشغب بقدر ما هو سلوك شجعه قلة رجال الأمن في الملاعب وعدم توزيعهم التوزيع الصحيح داخل الملعب وفي المدرجات وعدم تصيد المشاغبين فور صدور أي تصرفات منهم قد تعكر صفو المباراة والمشاهد.. والله الموفق.