|


د. رشيد بن عبد العزيز الحمد
هدوء العاصفة
2009-12-16
هل لاحظتم معي فعلاً أثر مشاركة الحكام الأجانب وكيف ساهمت في نجاح اللقاءات التي قاموا بتحكيمها في دوري زين السعودي لكرة القدم ولو من الناحية النفسية سواء لمسئولي الأندية أو للمشجعين, أرى بأن الخطوة رائدة ورائعة من اتحاد الكرة حيث نرى بعد انتهاء المباريات التي يقودها غير سعوديين هدوء العاصفة الإعلامية وظهور مظاهر رياضية أخلاقية وقيم تربوية عالية الكل ينادي بها ولكنها اختفت في العديد من المباريات التي كان يقودها بعض الحكام الوطنيين ونشاهدها في الملاعب الأوربية ونفتقدها في ملاعبنا لعل من أهمها ظهور الابتسامة على اللاعبين والتوقف في منتصف الملعب والتصافح بين اللاعبين والإداريين وتحية الجماهير وذلك لقناعة الجميع بتميز الحكم الأجنبي وعدالة قراراته, واختفاء الانتقادات الإعلامية اللاذعة للحكام مهما كانت قراراتهم وحقيقة هناك تميز واضح ليس لعدم كفاءة الحكم الوطني أو نزاهته لأن لا أحد ينكر ذلك بل لفقده الثقة بنفسه وعدم تفرغه وتشتت تركيزه فيما يسند له من مباريات حيث انصب تفكيره عما سيكتب عنه بعد المباراة, وما سيواجهه من وابل من الانتقادات ورغم الجهود الجميلة التي يتنهجها اتحاد الكرة في التطوير لكل ما يتعلق برياضة كرة القدم إلا أنه لم يوفق في تطوير حكام كرة القدم بعد ومازال يحاول لتحسين أساليب الارتقاء بهم من الناحية البدنية والمهارية والنفسية والوظيفية بعد أن رفع مكافأة التحكيم والاطلاع على تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال كما حدث مؤخرا بإرسال مجموعة من الحكام لايطاليا , إلا أنه يظل لكل حكم قدرات معينة لكي يستمر في التميز ولعل من أهمها عنصر اللياقة البدنية التي أرى أهميتها لكي يتواجد في كل أرجاء الملعب وقريبا من كل حدث داخله والاستعداد طوال الموسم لاجتياز الاختبارات المقننة للتحكيم متى ماطلب منه ذلك , والحكم بطبيعة إدارته للمباراة يقطع مسافات عديدة جريا ومشيا داخل الملعب أكثر مما يؤديه اللاعب في نفس المباراة وبدون راحة رغم أن مستوى المباراة قد يرتفع ويقل حسب المستوى الفني لها ويؤكد جلانتي في دراسة علمية عام 2008 أنه في مباريات كرة القدم الرسمية يقطع الحكم مسافة مابين 7000 متر و10000 متر ومعدل النبض للحكم يتراوح مابين 150 إلى 160 نبضة في الدقيقة واستهلالك الأكسجين يقترب من 80 %من الحد الأقصى للقدرة الهوائية أثناء المباريات الرسمية , والمباراة التي يظهر فيها التحكيم جيدا يساعد اللاعبين على التفرغ للعب والمتعة والبحث عن التميز والتركيز في اللعب أكثر من الاعتراض على القرارات وهفوات الحكم فالحكم السيئ إن صح التعبير له مساوئ لعل من أهمها أنه بمستواه يخفي القيم التربوية التي يظهرها اللاعبون خلال المباراة والتي تظهر للمشاهدين والمتابعين من تعاون وروح رياضية وهي المستفادة من ممارسة كرة القدم, ويساهم في زيادة حماس الجماهير والتي قد تتحول إلى شغب لا سمح الله خاصة في ظل وجود البعض ممن لديه العدوانية المكبوتة ويرغب التخلص منها. فضلا عن هدر مجهودات المدربين واللاعبين والإداريين بقراراته الخاطئة, ومن وجهة نظر شخصية أرى أنه حري باللجنة الرئيسية للحكام أن تبتعد عن انتقاد مشاركة الحكام الأجانب لأن مشاركتهم ظاهرة صحية من واقع التجربة بل عليها أن تتبنى اقتراحا بالاستفادة من تواجد الحكام الأجانب من خلال التنسيق بأن يكون مثلا تكليفهم لإدارة المباريات لثلاثة أسابيع إلى أربعة بدلا من مباراة واحدة ويتم إقامة لقاءات وحوار واجتماعات بين الحكام الوطنيين لمناقشة الأخطاء التي تقع في الدوري وكذلك المشاركة في تقييم بعض الحكام الوطنيين.
ويتم تفعيل اللقاءات من خلال معسكر مشترك للاستفادة من الحكام في طريقة تدريبهم اليومي وتغذيتهم والمتابعة , كما أنه بالإمكان التنسيق بأن يتم تكليف حكام سعوديين كرجال خطوط تدريجيا في بعض المباريات بدلا من حضور طاقم تحكيمي أجنبي كامل وتأخير عودتهم بعد المباريات ليوم واحد لاستعراض المباريات التي شاركوا بها وتقييمها تحكيما , والله الموفق