|


د. رشيد بن عبد العزيز الحمد
صفوة المجتمع
2009-12-30
من منا لا يحب كرة القدم هذه الرياضة التي تحتل المرتبة الأولى في العالم وفي المملكة العربية السعودية حيث اللعبة الشعبية التي يحبها ويتابعها الكبير والصغير من الجنسين وأصبحت تأخذ النصيب الأكبر من الاهتمام والتطوير والتنمية بل قد يقاس تقدم بعض الدول من خلال تقدمها في كرة القدم كما هو الحال في البرازيل التي اشتهرت بالعديد من الصناعات إلا أنها كسبت احترام وتقدير العالم لتفوقها في هذه الرياضة ولا ضير في ذلك فاللاعبون المميزون الممارسون لها – إن صح التعبير – يشعرون داخليا بأنهم صفوة المجتمع بشكل عام والرياضي بشكل خاص وذلك لما يحظى به اللاعب من مكانة اجتماعية ونجومية وشهرة في أوساط المجتمع فضلا عن الدخل المادي الذي تدره عليه اللعبة مقارنة بأقرانه في الألعاب الأخرى.
ويعيش اللاعب فترة ممارسته وتميزه في اللعبة مراحل جميلة في حياته رغم ما يواجهه من صعوبات وخاصة في حياته الشخصية ويقاس ذلك على رؤساء الأندية المتميزة كرويا فهم يحظون بالاهتمام نفسه من خلال كسب الأضواء الإعلامية بدليل حرص الإعلام المقروء والمرئي في الحصول على تصريحاتهم وبالذات بعد المباريات مباشرة.
هذا الزخم الإعلامي للاعبين والإداريين البارزين أضحى يحملهم مسؤولية كبيرة خاصة وهم محط أنظار الجميع الصغير والكبير والمثقف والرجل العادي من الجنسين ومن أجل ذلك حري بهم أن يعكسوا صورة طيبة عن أنفسهم من خلال تصرفاتهم وتعليقاتهم وتصريحاتهم للإعلام بأن تكون متوازنة وذات مردود إيجابي للمتلقي لأن المشاهد والمتابع وبالذات في رياضة كرة القدم أصبح مثقفا بالدرجة الأولى في هذه اللعبة فلم يعد بالإمكان أن يمرر عليهم أي شيء بطريقة عادية بل أن من يصرح من اللاعبين أو الإداريين بتصريح يخرج عن النص لم يعد مقبولا لدى المتلقي والوسط الرياضي وفي كرة القدم على وجه التحديد قد تؤثر كثيرا من التصريحات اللا مسؤولة لبعض الإداريين والتي بلا شك تركت أثرا سلبيا على المتابع والمشاهد ورغم وجود ميثاق الشرف المعتمد والتوجيهات التي تصدر ممن يقف على هرم الرياضة في المملكة الأمير سلطان بن فهد بنصحه وتوجيهاته للأندية ومسؤوليها بالعمل على تبني الأفكار الجميلة، وأن يكون التشجيع مثالياً، خاصة وأنه وللأسف التصريحات تتم من قبل مسؤولي الأندية الكبيرة التي يفترض أن تكون هي القدوة.
ولا ننسى أن ما حدث بين الشقيقتين الجزائر ومصر كان بداية مهاترات صحفية غير محسوبة قادت إلى كارثة، والشيء الذي لابد أن يتذكره هؤلاء اللاعبين والإداريين أن عملهم في كرة القدم قد لا يستمر، فاللاعب سيعتزل والإداري سيتغير كما هو الحال في جميع الأندية، وسيبقى ما قدمه من أخلاق وتصرفات في أذهان عشاق اللعبة ومتابعيها.. ودعوة لإعلامنا لعدم توجيه أسئلة من قبلهم للإداريين تشجع على إجابات تؤجج الشارع الرياضي وتزيد من الاحتقان.. والله الموفق.