|


د. رشيد بن عبد العزيز الحمد
رؤساء الأندية إلى أين؟
2010-01-13
لوعدنا إلى الماضي قليلاً، وحاولنا أن نتذكر ونتأمل التصريحات الإعلامية لرؤساء الأندية السابقين، ثم قمنا بتحليلها وتدوين وتسجيل تلك الصفات الحسنة التي ترد في تصريحاتهم الإعلامية لوجدنا أنها كانت متزنة وتعمل من أجل حفز اللاعبين في النادي على التميز وأن يكون العمل منصباً في النهاية على تكوين منتخب قوي يمثل الوطن في كل المناسبات بكل كفاءة حيث تأتي مصلحة الوطن أولاً، أنا لا أقول هذا طعناً في رؤساء الأندية الحاليين، بل أن أقيس الأفعال والتصريحات التي نقرأها ونسمعها حالياً بأنها تركز على مصلحة النادي أولاً وتؤجج المشجعين تجعلهم أكثر تعصباً وولاء للنادي، بل تظهر التصريحات الغيرة على اللاعب من أجل النادي فقط هذه اللهجة والظاهرة التي طغت على عبارات رؤساء الأندية وحماسهم لأنديتهم قد يساهم في تقليل الدافعية لدى اللاعبين أنفسهم نحو منتخب الوطن وعلاقة اللاعب معه وتفقدنا الخط الأنسب للوصول إلى مفهوم الدافعية لحب التمثيل المشرف للوطن، بل إن ذلك ينعكس على مشجعي ذلك النادي عندما يحاول أن يفاضل بين أمنياته لناديه ورغبته في تحقيق الإنجازات للوطن والتمثيل المشرف خارجياً للمنتخبات الوطنية، ومصلحة ناديه وفوزه بالبطولات المحلية فستجده للأسف يعلن ولاءه وحبه لناديه للفوز بالألقاب محلياً أو خارجياً قبل فوز المنتخب هذا الحماس الذي يقوده بعض رؤساء الأندية والإداريين من خلال إعلان تصريحات قوية ومثيرة لمصلحة النادي في ظل وجود ملايين من المشجعين يتابعون هذه التصريحات أعني من أنصار النادي قد يؤثر سلباً على انتمائهم والتأثير على تفكيرهم في التشجيع المثالي الذي لا بد أن يصب لمصلحة الوطن، ولو قارنا بين رؤساء الأندية في السابق و الحاليين فيما يتعلق بنوع التصريحات الإعلامية ومردودها على المتلقي من المشجع ورجل الشارع الرياضي لوجدنا أنها تميل لمصلحة الرؤساء السابقين لأنهم لم يحاولوا أن يطعنوا في لجان اتحاد الكرة ولم يقللوا من أدوارها ولم يؤثروا على قراراتها ولم يحاولوا أيضاً أن يصنفوها بأنها تعمل لأجل ناد دون غيره، وهذا لم يقلل من أدوار القائمين على تلك اللجان، في حين نرى في الوقت الحالي وبصوت معلن التقليل من عمل اللجان في اتحاد الكرة وأنها تعمل بأهواء غير بعيدة عن العمل المنظم الواضح، كل ذلك بلا شك يؤثر سلباً على استثارة رأي المتابعين ومحبي النادي وتثير التعصب غير المحمود لمصلحة النادي، حيث يفضل أن يربط مسؤول النادي سواء الرئيس أو الإداري تصريحاته بالهدف العام وأهمية تحقيقه وهو إيجاد منتخب قوي يمثل الوطن لا أن يكون التصريح مبنيا فقط على مصلحة شخصية للنادي فقط، هذا يجعلنا نفسر بأن رؤساء الأندية الحاليين هدفهم مصلحتهم أولاً والظهور الإعلامي أمام أنصار أنديتهم بحبهم وولائهم لأنديتهم متناسين بأن ذلك قد يؤثر سلباً على ولاء اللاعبين وانتمائهم لمصلحة منتخبهم.
ما نتمناه أن تعود صيغة الخطاب الإعلامي لرؤساء الأندية والإداريين بها إلى تغليب مصلحة الوطن والمنتخبات الوطنية على النادي وربط كل تصريح بالهدف الأسمى وهو إيجاد منتخب قوي يمثل الوطن وهذا سيزيد بلا شك من ولاء اللاعب والمشجع للنادي والمنتخب.
والله الموفق.