|


د. رشيد بن عبد العزيز الحمد
هل نحن جاهزون للأولمبياد ؟
2010-03-03
التطور السريع الذي يشهده العالم الآن في مجال علوم التربية البدنية والرياضة وما تبعه من تطورات مهارية بدنية نفسية مذهلة على صعيد الرياضة التنافسية فتح الباب للدول لتحدث نقلة نوعية لتطوير الرياضة فيها, واعتمدت الرئاسة العامة لرعاية الشباب برنامج الصقر الأولمبي السعودي لأهمية التطوير. ويصف الخبراء في التخطيط الرؤية بأنها تبدأ بمبادرة قيادية وتصاحبها مشاركة قيادية وتكون طموحة وتصاغ في لغة واضحة حيث يلاحظ أنه يطرق كل باب بحثا عن تميز يسجل للرياضة السعودية ولأن اليد الواحدة لا تصفق وحتى لا تذهب جهود الخبراء أدراج الرياح ولأن الفكر الذي يطرح يعتبر تحديا قويا للرياضيين وللاتحادات الرياضية في ظل غياب بل عدم وجود استراتيجيات أو مبادرات نوعية من الاتحادات الرياضية الأهلية المعنية في المقام الأول بالتطوير مما يجعل العمل مشتتا وعديم الفائدة ولأن الوصول إلى الاولمبياد مطمع كل رياضي تواق للمنافسة فإنني أرى بأن الاتحادات الرياضية يفترض أن يتوافر بها فنيون ومستشارون رياضيون من ذوي الاختصاص في ألعابهم وأن تفعل المحاسبية بعد التقييم المعتمد على معايير الجودة, والمتابع لكل عمل رياضي إبداعي يرى بأنه بات من المقبول على نطاق واسع من خلال الأبحاث والدراسات العلمية في مجال التربية البدنية والرياضية أن الأطفال لديهم القدرة على التعلم والمشاركة الفاعلة في التطور الذي تنشده الدول ويكبر الطفل في أيامنا من ضمن عالم تهيمن عليه وسائل البحث والدراسات والتطبيق والتطور على حياة الطفل اليومية, في ظل نومنا في سبات عميق وغياب العمل الاستراتيجي المنظم المدعوم علميا فكل سنة نقول سننطلق في برامج علمية السنة الأخرى وكل أولمبياد نقول الاولمبياد الآخر ولم نر مبادرات نوعية ذات عمق استراتيجي في أي اتحاد رياضي ونحن لا نشكك في مسئولي الاتحادات فهم متطوعون وكثر الله خيرهم وشاهدنا مثلا كيف الفرحة الغامرة والأحضان التي تمت بين لاعبي منتخب كرة اليد ونائب رئيس الاتحاد الحلافي فرحين بإنجازات في الأدوار التمهيدية في تصفيات كأس العالم بلبنان فالطموح كبير لكن التخطيط مطلوب فحتى وصول مملكة البحرين الشقيقة لنهائيات كأس العالم لكرة اليد لم يبن على خطط على اعتبار أن الفارق بين منتخبنا والمنتخب البحريني لم يكن واسعا فالبحرين قد تفتقر للعمل المبني على التخطيط العلمي فهو ذو نتائج مثمرة ولا يترك للحظ, لذلك انتظرنا وعود البطل الاولمبي للسباحة ومشروع مدارس كرة السلة وأكاديميات كرة القدم ومشروع ألعاب القوى والحصيلة أن العمل مع لاعبين تجاوزوا سن صناعة البطل الحقيقي فكان الطموح لا يتجاوز مشاركة فاعلة في بطولة خليجية أو عربية على أقل تقدير ولمواكبة ذلك عهدت الدول المطبقة للرياضة المبنية على أسس علمية التي لديها رؤية وخطة إستراتيجية على العمل والتواصل مع الأطفال. وعلى حد علمي.. إن التحليل الرياضي للواقع في بلادنا لا يعكس المستوى المفترض أن تكون فيه لأن الأوضاع على الورق هو السائد ولا بأس به, وتختلف كليا عن تحديد الأهداف التطبيقية على أن الخطط لا تضم استراتيجيات, وما أتمناه حتى يكون لدينا رياضة حقة أن يراعى وجود مبادئ عامة للرياضة في الطفولة المبكرة, مع أهمية توضيح أساسيات مجال التعلم وإيجاد بحوث ذات علاقة وصلة بالرياضة وإيجاد منهجية صحيحة للرياضة قابلة للتطبيق وتبني التصريح لإنشاء أكاديميات وفق ما هو موجود عالميا لأن الملاحظ أنه فشلت كل التجارب التي طبقت في بلادنا عدا أكاديمية النادي الأهلي والعمل على تطوير استراتيجيات تضمن ارتقاء نوعية الرياضة وتطبيق معايير احترافية إجبارية على 50% من الأندية الرياضية على الأقل بحلول عام 2016م بعد أن يخفض عدد الألعاب بالأندية وفتح المجال للخصخصة, على أن تقييم التجربة بدراسة واضحة ومحددة, ولعلاج الأمر عاجلا أرى أن تفعل اللجنة الفنية باللجنة الاولمبية العربية السعودية بتشكيل جديد وتوفير وظائف كوادر وطنية سواء متفرغة أو متعاونة محترفة في الألعاب المختلفة يتابعون برامج الاتحادات وخططها ويحرصون على أن تكون البرامج والأنشطة نوعية وطموحة, والله الموفق.