|


د. رشيد بن عبد العزيز الحمد
المحاسبية في الاتحادات
2010-04-21
يسجل للرئاسة العامة لرعاية الشباب أنها أول من رسخ مبدأ ثقافة الانتخابات في جميع الترشيحات سواء في مجال الأندية الرياضية والاتحادات الرياضية وكانت آخر تجربة ناجحة لها ما حدث من انتخابات جميلة ومنظمة لتشكيل مجالس إدارات الاتحادات الرياضة التي تعتبر الأولى في هذا المجال , هذه الثقافة يطالب بها الجميع ويتمنون أن تكون هي السائدة في أي ترشيحات لأي مجالس اتحادات أو أندية رياضية بما فيهم منصب الرئيس , والحقيقة تقول إن الانتخابات تقود أيضا في ظل التكتل أو مايسمى باللوبي إلى وصول قيادات غير مناسبة للعمل في هذا المجال ولا تضع الرجل المناسب في المكان المناسب لعدم وجود ضوابط ملزمة للترشيح للاتحادات الرياضية مثلا لا الحصر أن يكون ممارسا للعبة أو لاعبا سابقا أو إداريا مشرفا عليها ساهم في وصول بعض الرياضيين ممن ليس لديهم خبرة تماما عن هذه الألعاب فضلا عن أنهم ليسوا برياضيين في الأصل , والأمثال أمامنا في التشكيلات الأخيرة كثيرة بحيث قد يفوز لاعب كرة طائرة سابق بمقعد في اتحاد الملاكمة أو لاعب كرة قدم بمقعد في الجمباز أو لاعب سلة في الدراجات وقس على ذلك كثيرا وأعرف أن هناك أسماء رياضية معروفة ومتميزة تستحق العمل في الاتحادات كونهم لاعبين سابقين في اللعبة لم يحظوا بمقاعد في الانتخابات نتيجة اعتمادهم على خبرتهم ومعرفة الرياضيين لهم وتجنبوا النصيحة بالتحرك بتعريف أنفسهم وتقديم برامجهم الانتخابية وعلى كل حال بانتهاء هذا العام يكون قد مضى على التشكيلات في الاتحادات الرياضية سنتان ولأن الاتحادات لدينا هي المعنية بالدرجة الأولى بالتطوير والنهوض بالألعاب الرياضية وفي جميع الرياضات المختلفة فهي تخطط وترسم السياسات لمستقبل هذه الرياضات في ظل عدم وجود أكاديميات خاصة منظمة من الرئاسة العامة لرعاية الشباب أو اللجنة الاولمبية العربية السعودية أو أكاديميات أهلية خاصة تدعم من القطاع الخاص أو رجال الأعمال والبنوك كما نشاهدها في أغلب الدول , وتعتمد الاتحادات الرياضية على الدعم المقدم سنويا من الرئاسة العامة لرعاية الشباب لتنفيذ برامجها وأنشطتها في ظل غياب دعم القطاع الخاص إلا لبعض الاتحادات وبالذات كرة القدم أو اتحاد غيره يملك رئيسه علاقات شخصية مع شركات ورعاة.
ما أود الوصول إليه وحتى يتم تحقيق الإنجازات ومتابعة ما يتطلع له المسئولون والقيادة الرياضية من تطلعات وفي ظل الدور غير الفاعل لممثلي الرئاسة في الاتحادات الرياضية الذين أصبح دورهم شكليا أكثر منه فاعلا نوعيا ولأن خطط الصقر الاولمبي السعودي الذي أعلن عنه من قبل الأمير نواف بن فيصل بن فهد نجاحه مرتبط بنجاح الاتحادات وبرامجها فإن الأمر يتطلب تفعيل مبدأ المحاسبية في عمل الاتحادات الرياضية من قبل لجان تكلف من الرئاسة العامة لرعاية الشباب أو اللجنة الاولمبية العربية السعودية أو جهة خارجية تملك ذلك الحس بالوقوف على عمل الاتحادات ومقابلة الفنيين واللاعبين والإداريين لمعرفة ما يقدمونه من عطاء وما يعانونه من إهمال أو حسن تعامل رغم الثقة الكاملة التي أعطيت للمجالس فمن يصدق أن بعض الأعضاء يجهلون مراحل إعداد البطل وما صرف عليه فيفرطون فيه بسهولة على اعتبار أنهم سيسعون لهدم مابني من قبل وبناء بطل جديد ليسجل باسمهم بعيدا عن دراسة حالتهم ووضعهم متناسين أن اللاعبين هواة في عصر إدارة تطوعية تفتقد للحس الرياضي فالاتحادات الرياضية طرحت فيها الثقة ولا أرى وجود محاذير من المساءلة والاطلاع المستمر بتقييم فاعلية برامجها وإنجازاتها ولك أن تتخيل أن البعض لا يوجد لديها خطط واضحة وملموسة تبنى على فكر احترافي فمعروف أن من لا يخطط كحاكم بليل وفي ظل عدم المتابعة الفنية والميدانية والإدارية جعل العمل بأغلب المجالس بالاتحادات الرياضية تعمل من أجل قضاء الفترة الانتخابية مهما حدث فيها من إخفاقات بدليل غياب الإنجازات الرياضية وبالذات في المراكز الأولى حتى على مستوى بطولات الخليج وعلى حد علمي أنه وصل العمل ببعض الاتحادات الرياضية إلى أن يقوم محاسب الاتحاد وهو العضو غير الرسمي بتسيير أموره ويتحكم في العمل بالاتحاد ويوقع على أهم الخطابات ولأن هذه الاتحادات هي واجهة العمل الرسمي للرئاسة العامة لرعاية الشباب والذي يبرز عملها وإنجازاتها من خلاله فإنني أرى أنه من المناسب أن تكون المحاسبية من أولويات متابعة عمل الاتحادات الرياضية وتقييم فاعلية إنجازاتها بعيدا عن العواطف.