|


د. رشيد بن عبد العزيز الحمد
القافلة السعودية لتطوير كرة القدم
2010-04-28
التطوير يبدأ دائما من القاعدة وهذا ما يطالب به الجميع في كل محفل ولقاء بل إن هذا من أهم توجيهات وتوصيات اللجنة الأولمبية الدولية في إحدى ورش العمل التي نظمتهافي زيورخ عندما أوصت الدول التي تتطلع للمنافسة في الاولمبياد بالاهتمام بالناشئين وتسليط الأضواء عليهم. وفي الواقع أتابع الخطوة الجيدة البعيدة عن الأضواء التي أقدم عليها الاتحاد السعودي لكرة القدم بتبني برامج المهرجانات للناشئين لكرة القدم في بعض مناطق المملكة وباستضافة الأندية السعودية تحت إشراف مباشر من الخبير والمدرب الوطني القدير محمد الخراشي والذي قد يكون إشرافه سببا لنجاح التطبيق، وتقام اللقاءات أو المهرجانات لمدة 3-4 أيام ويتخللها مباريات منظمة بطابع المباريات العادية الرسمية بين اللاعبين المختارين المشاركين من الأندية ويتم إتاحة الفرصة للمدارس للمشاركة في هذه المسابقات , ولأن الفكرة في أساسها جميلة على اعتبار أن تجميع اللاعبين الناشئين وإتاحة الفرصة لهم للالتقاء فيه الشيء الكثير من الفائدة إلا أن ثمة أمر قد يعيق الاستفادة المثالية من هذه التجمعات على اعتبار أنها تقام على شكل منافسات ومباريات جادة بعيدة عن الفائدة الفنية واللاعب يبحث خلالها عن الفوز وليس الاستمتاع باللعب وإظهار مهاراته الفنية ولك أن تتخيل بعض اللاعبين الصغار يملك موهبة فذة في التحكم في الكرة وعندما يدخل في مباراة يختلف أداء هذا اللاعب تماما ولا يظهر جزء مما يملك من موهبة , ومن وجهة نظري ومن الناحية العلمية لايفضل إدخال اللاعبين الصغار في منافسات رسمية لأن اللاعب سيبدأ يركز على اللعب وكيف يتجنب ألا يخطئ وليس التحكم بالكرة والإبداع في اللعب وإبراز تميزه في المهارات الحركية والفنية للمهارة , ولأن الفكرة رائدة وحتى تؤتي هذه التجمعات ثمارها اقترح على المنظمين لهذه اللقاءات تبنيها كمشروع رسمي وأن يكون من أولويات الاتحاد السعودي لكرة القدم ويتم تسميته (القافلة السعودية لتنمية وتطوير ناشيء كرة القدم) ويتم تصميم شعار للقاء معتمد وثابت يوضع على المطبوعات وقمصان اللاعبين وأدواتهم الشخصية ويتم تسويق المشروع للبحث عن راع رسمي له , ويتم وضع البرنامج على مدى الموسم الرياضي من خلال لقاءات تقام كل نهاية أسبوع شهريا من الثلاثاء إلى الجمعة على أن يقام خلال موسم العطلات السنوية لمدة 10-15 يوما وتكون متقطعة بين كل فترة وفترة خمسة أيام إجازة يعود فيها اللاعبون لذويهم وتقام كل فترة في منطقة من مناطق المملكة ذات الإمكانات وبالذات ما يتعلق بالمواصلات وتقام باستضافة النادي الراغب في الاستضافة أو مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب , ويتم انتقاء أفضل اللاعبين الموهوبين في السن تحت 14 سنة من الأندية والمدارس ويقوم بانتقائهم المدربون ومعلمو التربية البدنية وفق استمارة ذات معايير محددة في اللاعب المرشح ويمكن الاستفادة من الأفكار التي يتبناها الاتحاد السعودي للتربية البدنية والرياضة حاليا ويفضل ان يكون عدد اللاعبين في المنطقة المستضيفة أكبر فيما يتم ترشيح أفضل اللاعبين للتنقل في جميع مراحل القافلة بين المناطق ويفضل أن يتم وضع برنامج تدريبي جماعي لياقي خفيف في الفترة الصباحية ومحاضرات حول التحكيم والإصابات الرياضية والتعامل مع الإعلام الرياضي والحديث في الإعلام المرئي والتفكير وبرامج تثقيفية كاللغة الانجليزية والفترة المسائية تدريبات وتقسيمات للاعبين لرفع مهاراتهم الفنية والمهارية ووضع مباريات فيما بينهم لكي يقف كل لاعب على مستواه ويقارن نفسه مع نفسه والآخرين والتركيز على الأخطاء المهارية والفنية والاتقان المهاري والحركي ويتم تنظيم برنامج اجتماعي وثقافي لهم وتسليط الأضواء الإعلامية عليهم خلال تلك الفترة , وليس بالضرورة أن يكون اللاعبون من لاعبي الاندية المسجلين رسميا أو الملتزمين بمباريات مع النادي وهناك اعتبارات ستقود هذه القافلة للنجاح لعل من أهمها عدم وجود أكاديميات متخصصة للعبة في المملكة تستحق الذكر سوى أكاديمية النادي الأهلي فقد يعطي هذا البرنامج ثماره إذا طبق بشكل جيد , والله الموفق.