|


د. رشيد بن عبد العزيز الحمد
تفعيل القرار
2010-05-05
القوانين واللوائح المنظمة لعمل أي اتحاد رياضي تلعب دورا جوهريا في تحسين أدائه, والقرن الحادي والعشرين شهد تطورا هائلا ولاسيما في مجال الاحتراف الرياضي وأصبح يشغل حيزا من عقول المفكرين والمخططين في هذا المجال, وهذا الجانب لم يغفله الاتحاد السعودي لكرة القدم من خلال خطواته المعلنة المتعددة للإصلاح والتطوير إلا أنه رغم تلك الجهود يلاحظ أنه يواجه العديد من المعوقات التي تقف حائلا أمامه للقيام بمسؤولياته ومنها عدم انسجام عمل اللجان وتكاملها وعدم الاستقرار الإداري وعدم كفاية الأجهزة المسؤولة عن التخطيط ومحدودية الموارد المالية والنمطية في التقويم ومستوى الجودة سواء في الناحية الفنية أو الإدارية وعدم وجود استراتيجية مستقبلية محددة والبطء في مواجهة المتغيرات وعدم وجود الخبراء المدربين على التخطيط, وعلى حد علمي بأن الثقة أعطيت كاملة من قبل الأمير سلطان بن فهد رئيس الاتحاد و نائبه الأمير نواف بن فيصل بن فهد لجميع العاملين في اللجان والحال كذلك للمدربين والفنيين العاملين على المنتخبات السعودية وتلك الثقة الكبيرة في البعض في محلها إلا أن من أعطي الثقة يحتاج إلى المتابعة وتقييم عمله وما أنجز, ولا يترك نجاح عمله أو فشله لقادم الأيام وجعل المستقبل كفيل بأن يكشف إمكاناته وقدراته مثل ما يقال دع الأيام تكشف أدائه بيد أن الأهم اختيار القيادات الرياضية المؤهلة القادرة على تحقيق الأهداف والتي تساعد على نجاح العمل وتحديد الأهداف بشكل واضح وصولا للإدارة الناجحة, وحيث تعرضت بعض لوائح الاتحاد السعودي لكرة القدم ولجانه المختلفة لبعض الانتقادات سواء من مسؤولي الأندية أو الإعلام الرياضي ولأن الغرض الأساسي من التصدي للوائح والعمل على تعديلها هو تدارك وإيجاد حلول للمشكلات التي استجدت أثناء التطبيق أو تنظيم جديد لأمور جديدة تستهدف التطوير وحسن الاختيار ولأننا في نهاية الموسم الرياضي لرياضة كرة القدم والتي تشهد حضورا كبيرا فإننا نتطلع إلى نمط إداري حديث للاتحاد منطلقا من تجديد شامل وملموس في اللوائح المنظمة وفي قيادات لجان الاتحاد والعاملين بها مع التركيز على ضبط العمل وتحقيق التنظيم الإداري الجيد وإلغاء بعض المناصب غير الجديرة بالاستمرار واستحداث تخصصات جديدة والبعد عن العمل والتخطيط التقليدي ومن وجهة نظر شخصية أرى أن يتم تكليف واستقطاب كفاءات رياضية متخصصة متفتحة للعمل في الاتحاد ولجانه حتى لو بأجر وفتح المجال للمتطوعين وذلك تأكيدا للجانب الاحترافي في جميع الأمور الفنية والإدارية والمالية وحيث أن المتوقع دائما من الاتحاد سلامة لوائحه فإن ذلك يتطلب انسجام عمل اللجان مع بعضها من خلال تبني فرق عمل تحت منسق واحد تعمل على تعديل وتطوير اللوائح ولكون الاتحاد السعودي لكرة القدم مقبل على مرحلة جديدة من خلال تبني سياسة زيادة أندية دوري زين للمحترفين انطلاقا من توجهات الاتحاد الآسيوي للعبة وتفعيل الاحتراف فإن صنع قرار مثل هذا يتطلب أن يتخذ بصورة عاجلة وهو وقت موات ومناسب الآن في ظل هبوط ناديين من الأندية التي تحظى باهتمام شعبي ولها جماهيرها وحضورها القوي في الدوري فضلا عن الخلفية التي يتمتع بها الفريقان من خلال تمرسهما في العمل الاحترافي خلال السنتين الماضيتين وهذه دعوة لزيادة عدد الأندية في دوري زين العام المقبل خاصة وقد تحولت كرة القدم لدينا إلى متنفس جميل في ظل وجود رعاية ودعم واهتمام شعبي وشرفي بالأندية , وعلى كل حال فإن المعيار الأساسي لتقييم أي عمل ناجح يتمثل في نوعية القرارات التي تتخذ فضلا عن الكفاءة التي توضع وتصدر بها القرارات ووقتها ووضعها موضع التنفيذ والله الموفق.