|


د. رشيد بن عبد العزيز الحمد
الأكاديميات .. ضرورة أم ترف
2010-07-21
لا يظن أحد من أن تبني مجلس الوزراء مشكوراً الذي يعد أكبر هرم سياسي في المملكة تشجيع ودعم تبني الأندية الرياضية في المملكة افتتاح أكاديميات رياضية على منشآتها أنه حدث عادي بل هذا إيمانا منهم بدعم الرياضة والرياضيين و الفكر الناضج للمجلس وبعد نظرهم إيمانا منهم بأن التطوير سمة أساسية من سمات العصر, وأضحى تطبيقاته واستخدام آليات تفعيله ضرورة لاغنى عنها في كل مناهج الحياة تحقيقا للعمل المتصف بالجودة لذا فالتغييرات التي شهدتها السعودية في جميع المجالات والتي منها الرياضي وبالتحديد في رياضة كرة القدم أساسه الارتقاء باللعبة الشعبية الأولى في المملكة ومواجهة التحدي من أجل الاستمرار في التنافس القوي الشريف بما يكفل تواجد المملكة في المحافل الدولية ورفع العلم السعودية خفاقا و المنافسة مع الدول المتقدمة ومع غيرنا في هذا المجال والمتابع يلاحظ تحسن وتطور القيادات الرياضية العاملة في الأندية والاتحادات الرياضة والعمل على التغلب على أوجه القصور التي تعاني منها سواء في مجال التدريب أو التحكيم أو الإدارة. ومن أجل ذلك لم تعد جودة رياضة كرة القدم رفاهية بل أصبحت مطلبا أساسيا للمنافسة إن أردنا ذلك, فالعمل الحقيقي يبدأ من الأندية بعد أن نضبت المواهب فيها ومن ثم سينعكس الأثر على مستوى المنتخبات الوطنية للخروج بالمستوى اللائق بها, ولا باس أن يكون الاهتمام بهذه الأكاديميات لكرة القدم فقط في البداية على أن تكون وفق معايير الجودة حتى تكون المنافسة جادة وقوية, ويعتبر موضوع الأكاديميات من أهم الملفات التي حظيت باهتمام الأمير سلطان بن فهد و نائبه الأمير نواف بن فيصل عندما تولى الأمير نواف هذا الملف شخصيا وقام بزياراته الخارجية للدول المتقدمة بالاطلاع على تجاربهم في تطوير كرة القدم من خلال الأكاديميات وهذا ما تحقق فعلا بإعلان العمل بالأكاديميات بالأندية وترك موضوع تحديد الضوابط والمعايير للرئاسة العامة لرعاية الشباب وللاتحاد السعودي لكرة القدم وبلاشك أن العديد من الدول استثمرت الاستثمار الصحيح في هذه الأكاديميات حتى أصبحت متقدمة ومتطورة فيها على اعتبار أنها وضعت أسسا جيدة وواضحة معلومة بعيدة عن المجاملة والمحاباة ويعتبر موضوع الاهتمام بالناشئين من المواضيع التي اهتمت بها الأكاديمية الأوليمبية I.O.A (2001) من خلال مؤتمر خاص عرضت فيه عدة دراسات تعرضت للعوامل التي تسهم في وصول الدول إلى الدورات الأوليمبية وتحقيق الفوز بشكل يضمن وجود الدول بشكل دائم في قائمة الشرف وقد خلصت هذه الدراسات إلى عدة نقاط أوضحها محمد صبري عمر (2001) وكيرش Kirsch (2001) استنادا إلى هذه الدراسات بعنوان المحددات في المصادر البشرية والفنية للوصول إلى الإنجاز الأوليمبي من بعض هذه العوامل تطوير الرأي العام واهتماماته لتشجيع المنافسة الرياضية وخصوصا الناشئين من خلال وسائل الإعلام. وتبنى سياسات ذات فاعلية كبيرة للأندية الرياضية.وزيادة عدد ممارسي الرياضة وزيادة عدد الأطفال الممارسين للأنشطة المختلفة وخاصة الذين يظهرون مستوى جيدا.والاختيار المبنى على الموهبة.وأساليب التشجيع المنظم للمواهب الرياضية.وتحسين طرق وأساليب التدريب وأساليب إعداد المدرب الكفء.وتحسين طرق الأداء الفنية واستنادا للبحوث البيوميكانيكية.واستخدام التطويرات التكنولوجية في المجالات الرياضية. وسبق أن صرح الأمير نواف بن فيصل في إحدى القنوات الفضائية عندما أكد على نقطة في غاية الأهمية ويغفلها الكثيرون من العاملين بالأندية عندما أكد على أهمية تكليف المدرب ذي الخبرة والكفاءة على قطاع الناشئين والموهوبين والابتعاد عن الاجتهاد والبعد عن العشوائية في الترشيح التي تعتمد في المقام الأول على نظرية المدرب دون الرجوع للمصادر العلمية لأن المدربين ذوي الخبرة يملكون التخطيط الجيد لبرامح الموهوبين والناشئين المبنية على أسس علمية, ومهم في وقتنا الحاضر تحسين الضوابط والمعايير لافتتاح الأكاديميات ووضعها في دليل لتكون في متناول الجميع والتي قد تكون أهم التحديات التي ستواجه انطلاق الأكاديميات, وحري باللجنة التي ستنطلق في وضع الضوابط والمعايير والآليات أن تكون واضحة وشاملة مع الاستفادة مما هو موجود دوليا وبالذات تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال مع مراعاة الخصوصية للمجتمع السعودي وثقافته وغرس مقومات المواطنة الصالحة والانتماء للوطن لدى اللاعبين منذ صغرهم وترسيخ قيم العمل الجماعي والتسامح وتقبل الآخر وتنمية قدراتهم على الأداء الرياضي العالي وعلى حل المشكلات والقدرة على اتخاذ القرار والجميع مطمئن لنجاح الأكاديميات لوجود تجربة جيدة في النادي الأهلي رغم حاجتها للتطوير والتجديد
وحيث حدد مجلس الوزراء عدم منح الأكاديميات درجات علمية فإن هذا الدور يمكن أن تقوم به وزارة التربية والتعليم من خلال تبني المدارس الرياضية ويمكن أن يلتحق بها اللاعبون الموهوبون من الأندية الرياضية ولتونس الشقيق تجربة ناجحة وقفت عليها بنفسي قد تكون أساسا جيدا حيث تجد الدعم والاهتمام وبوجود وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله الذي انطلق بعمله في الوزارة معتمدا على العمل النوعي بالتخطيط الاستراتيجي للعمل التربوي البعيد عن العشوائية ستجد التربية البدنية والرياضة حظها من الدعم والتخطيط المبني على الرؤية والرسالة والأهداف ولعل هذا المشروع يكون من منطلقات التطوير التي ستشهدها التربية البدنية المدرسية.على يديه والله الموفق.