جاءت مشاركة منتخبات المملكة في فعاليات الدورة العربية الرياضية المدرسية الثامنة عشرة التي تختتم اليوم في بيروت إيجابية ومتميزة والمكاسب بلاشك في مثل هذه الدورة كبيرة لعل من أهمها الالتقاء مع الشباب الرياضي العربي في جو تسوده المحبة والإخاء خاصة وأن المملكة رائدة في لم الشباب العربي ووفق منتخبنا خلال المشاركة من الناحية الإدارية على وجه التحديد أما من الناحية الفنية والنتائج التي تحققت فلم تكن بمستوى الطموحات لعدة أسباب لعل من أهمها عدم استثمار إمكانيات وزارة التربية والتعليم المالية والفنية وعدم الاستفادة من جميع المعنيين بالتربية البدنية بالوزارة وعدم الاختيارالجيد من قاعدة عريضة من الطلاب وانتقاء كوادر فنية وإدارية جيدة في الميدان والاتحادات ورغم النتائج التي تحققت في بعض الالعاب كالسلة والطائرة والقدم إلا أن الفريق الوحيد الذي حفظ ماء الوجه هو منتخب ألعاب القوى والذي وضع السعودية على سلم التريب في سجل الميداليات وذلك بفضل مساهمة اتحاد اللعبة وإعداده الجيد للمنتخب في معسكر خارجي بفرنسا وهو المنتخب الوحيد الذي أقام معسكرا خارجيا وأنا أدرك تماماً أنه في ظل وجود الاهتمام الشخصي من سمو وزير التربية والتعليم والمتابعة شبه اليومية منه للوفد المشارك والتي لم نعهدها من قبل كان بالإمكان تحقيق الأفضل مع الإعداد الجيد للمنتخبات بمعسكرات منظمة داخلية وخارجية وحسن التنسيق بوقت مبكر مع الاتحادات الرياضة المعنية خاصة وأن وقت الدورة محدد منذ سنتين فليس من المقبول أن تقام معسكرات تدريبية داخلية وبدون تنظيم وترتيب مباريات ودية مع فرق قوية وفي أجواء غير مناسبة للتدريب ولمدة لم تزد عن الـ( 20) يوما في ظل انقطاع الطلاب عن الممارسة الجادة لظروف الاختبارات وفي ظل التنافس القوي بين الدول في هذه الدورة والتي طغت عليها المنافسة أكثر من غرس الأمور التربوية المطلوبة من هذه الدورات ولأن الدول المشاركة جاءت بأفضل لاعبيها بما فيهم لاعبي الأندية من الطلاب فإن الأمر يتطلب من القائمين على منتخباتنا المدرسية العمل وفق ذلك لعدم وجود مخرجات جيدة للدرورات المدرسية المحلية ولكن لابد من القول بأن الشاب في هذا السن لابد أن تغرس فيه الغيرة والانتماء للوطن من خلال المشاركة الجادة الشريفة بعد أن يعد الإعداد الجيد لمثل هذه المشاركة ولا أرى مبررا مقنعا يقول إن الاستعدادات لم تكن في المستوى المأمول وما الذي يمنع أن نعد شبابنا ونهيىء لهم فرص التميز خاصة في ظل وجود الدعم من قبل الوزير ونوابه وقيادات الوزارة وحكومتنا الرشيدة وثمة تنظيم فني مهم وهو الاختيار الجيد للقيادات الفنية والإدارية للمنتخبات فقد طغت العلاقات والصداقة على وجود بعض الإداريين والفنيين ضمن الوفد وما الذي يمنع الاستعانة ببعض مدربي الاتحادات الرياضية في بعض الألعاب التي تحتاج إلى وجود مدرب متمكن في حالة عدم وجود الفني المميز في إحدى الألعاب من منسوبي الوزارة كما هو الحال للدول العربية المشاركة والتي استعانت ببعض مدربي الاتحادات و تقليص بعض الإداريين وتكثيف مشاركة الفنيين كأخصائي العلاج الطبيعي مع الفرق الرياضية وقد يعتذر عن المشاركة في الألعاب الرياضية التي لا يمكن أن يكون حضورها جيدا كلعبة الريشة الطائرة حيث حضرت للمرة الثانية في مشاركاتنا المدرسية بشكل محرج للاعبين أنفسهم فضلا عن أن هذه اللعبة شطبت تماما في آخر لحظة من آخر دورة مدرسية نظمت منذ شهرين على مستوى المملكة في مكة المكرمة حيث كان سيكون الاختيار منها مناسبا لو وجد اللاعبون المؤهلون للتمثيل المشرف ولابد من الإشادة بالتميز الإداري الذي أظهره رئيس الوفد السعودي صالح بن عبد العزيز الحميدي والذي بوجوده حل العديد من المشكلات التي اعترضت راحة الوفد فهو إداري مميز بما تعنيه الكلمة كان قريبا من الجميع فقد كسبت التربية البدنية والرياضة المدرسية والرياضة بشكل عام في المملكة قياديا متميزا أثبت كفاءة عالية في القيادة والتعاون والحضور وتسخيره كافة الإمكانات ووقوفه خلف كل تميز للمشاركة السعودية بتوجيهاته بتأمين جميع المستلزمات للوفد لتسهيل المشاركة وراحة أعضاء الوفد في ظل ضعف التنظيم الذي صاحب الدورة لقد تعودنا في الواقع من رؤساء الوفود خلال المشاركات أن يكون حضورهم ضعيفا وفي التمثيل الرسمي فقط أما أن يكون في الملعب وفي غرفة اللاعبين وفيما بين الشوطين وبعد نهاية كل لقاء ويشجع ويدعم فلم أشاهده إلى هذه المشاركة في هذا الرجل الذي يعد أحد أهم مكاسب الدورة المدرسية والرياضة بشكل عام, والكل يتذكر مواقفه الإيجابية مع التربية البدنية والرياضة المدرسية في الوزارة عندما تابع بنفسه تأمين الأدوات الرياضية للمدارس فأتمنى ان نراه عضوا فاعلا في أحد الأندية الرياضية السعودية ورئيساً لأحد الاتحادات الرياضية السعودية فهو يعد مكسبا للرياضة في المملكة بحيث يخدم وطنه بكل تميز كما شاهدناه متميزا في محفل كشف معادن الرجال فمن يكسب هذا الرجل لنظفر بقيادات تستحق القيادة والمقال المقبل سيكون عن السلبيات للدورات العربية المدرسية في ظل فكر التنظيم الحالي لها والله الموفق.