|


د. رشيد بن عبد العزيز الحمد
الغائب الأكبر في أنديتنا
2010-08-18
الصفقات التي تتم في مجال رياضة كرة القدم تبلغ ملايين الريالات، وهذا ما شجع وساعد على ظهور العديد من الشركات والسماسرة التي تبحث عن عائد مادي عن طريق الأندية دون النظر إلى أهمية وكيفية هذه الصفقات للنادي، ويعد المجال الرياضي وبالذات في رياضة كرة القدم من أهم الأسواق التي يمكن الحصول منها على عائد مادي يفوق العائد من صفقات تتم في مجالات أخرى، ورغم تطبيق الاحتراف وجهود وتعاون الأندية مع هيئة المحترفين لنجاحه إلا أنه يلاحظ أن الأندية الرياضية أهملت جانباً مهماً في العمل الرياضي، وهو جانب التسويق الرياضي الذي يعتبر من أهم مجالات الإدارة الناجحة، ونجاحها في التسويق يعد رافدا قويا يعتمد عليه في تحسين ورفع الدخل لها، فإدارة التسويق الناجحة هي الإدارة التي تستطيع أن تبحث عن كل مافيه مصلحة النادي وتكيف نفسها بالطريقة المناسبة وفي التوقيت الملائم لتسويق المنتج المراد بيعه مع ضمان أكبر عائد مادي يجعلها مستمرة في أداء خططها وتنفيذ برامجها التطويرية التي عادة ما يقف المال عائقا في تحقيقها، ولا يوجد لدينا نظام لتنظيم عملية التسويق بالأندية، فالتسويق القائم بالأندية يقوم على الاعتماد الكلي على الشركات التي ترعى رياضة كرة القدم على وجه الخصوص ولا يهمها باقي الألعاب سوى في اشتراط وضع شعارها على ملابس اللاعبين بعد أن وجدت نفسها في مأمن نتيجة الربح الذي تحصل عليه نتيجة اهتمامها بلعبة واحدة فقط هي كرة القدم.. فأهملت جانب التسويق الرياضي الاحترافي الذي يمكن أن يكون عاملاً مهماً في زيادة الدخل للنادي، ورغم أننا سمعنا عن خطوات مهمة لهيئة دوري المحترفين لزيادة دخل الأندية وحماية حقوقها إلا أننا نراها تبحث عن أمور جديدة تتبناها وفيها مصلحة لها قبل النادي كما هو حال الأشمغة بشعارات الأندية ورعاية بعض الشركات المالية للدوري، وأهملت تبني مساعدة الأندية في استثمار شعاراتها وملابسها الرياضية التي غزت الأسواق بطريقة غير نظامية دون حسيب أو رقيب، فلك أن تتخيل عندما يعتمد النادي شعاره الجديد من هيئة دوري المحترفين تجده في أقل من أسبوع يتداول بالأسواق السعودية من قبل شركات تستفيد منه بطريقة غير شرعية، فلو نظرنا فقط إلى تسويق جانب واحد وهو الملابس الرياضية للأندية لوجدنا أنها ستدر على النادي عائدا ماديا كبيرا، وقد يتحقق ذلك من خلال تنظيم عملية التسويق بالأندية وفق آليات واضحة وتبني الاستثمار الجيد وسيكون للنادي دخلا مستمرا يساعد على أقل تقدير في تغطية تكاليف المصاريف للفئات السنية التي أصبحت تشكل عبئا على العديد من الأندية، كما يجب أن لا نغفل العنصر المهم والأساس في عمليات التسويق الرياضي وهو المستهلك، فاستراتيجيات التخطيط للتسويق الرياضي يجب أن تقوم على أساس جعل المستهلكين يتفاعلون مع ما يقدم لهم، ولك أن تتخيل مثلا الأندية الجماهيرية على سبيل المثال لا الحصر أندية الهلال والنصر والأهلي والاتحاد وكيف يمكن أن تستفيد من تسويق الملابس الرياضية فقط من خلال حب الأطفال والشباب والطلاب بل الوافدين من عمال وغيرهم في ارتداء ملابسها الرياضية وفق شعاراتها الحديثة المختلفة المعتمدة رسميا، ثم قامت باستغلال هذه الطفرة الجماهيرية وهذا الإقبال الكبير ووضعت تسويقا منظما احترافيا في السوق المحلي لملابسها الرياضية لحققت أرباحا خيالية قد تفوق ما تتوقعه إدارة النادي، لأن ما يحدث في الأندية حول الاستثمار هو اجتهادات فردية لا تحقق الأهداف، حيث المطلوب عمل استراتيجي مبني على رؤية ورسالة وهدف، وبلاشك أن هناك معوقات قد تحول دون تحقيق ذلك، فالكل يعرف أن بعض النظم أقرت في وقت سابق وهي لا تساعد الأندية على استثمار مثل تلك الخطوات وهذا ما يؤكد السعي والعمل على تطوير التشريعات والنظم التي تكفل حفظ حقوق الأندية، فقد يتم من خلال تشكيل لجنة تسويقية تتواصل مع الجهات المختصة لتنظيم نجاح عملية التسويق للملابس الرياضية حتى لو اضطر الأمر لتغيير بعض من نظام الدولة المتعلق بهذا الجانب، ولا أرى أنها ستجد أبوابا مغلقة خاصة أن مجلس الشورى قد أقر مؤخرا عملية البدء في العمل بتبني الأكاديميات بالأندية الرياضية، وهذه الأكاديميات تحتاج إلى أمور مالية قد يكون تسويق الملابس الرياضية واحداً من مداخليها, ويمكن الاستفادة من تجارب بعض الأندية التي سبقتنا في هذا المجال وبالذات الأندية الأوروبية التي تعتمد تسويق الملابس الرياضية وشعاراتها من أولويات التسويق الرياضي.. والله الموفق.