|


د. رشيد بن عبد العزيز الحمد
بداية الإنجازات لأخضر الاحتياجات
2010-09-29
الإنجاز التاريخي الذي حققه منتخب المملكة العربية السعودية لذوي الاحتياجات الخاصة بحصوله للمرة الثانية على التوالي على بطولة كأس العالم لكرة القدم التي أقيمت في جنوب إفريقيا بعد منافسة شرسة مع دول متقدمة في الرياضة وفي هذا المجال بالذات يعبر عن مسيرة رائعة حافلة بالإنجازات لهذا الاتحاد باسم الوطن عبر مسيرته القصيرة، وما حققته من إنجازات كبيرة على المستويين المحلي والخارجي تعد نتيجة طبيعية لما توليه بلادنا من دعم وتشجيع متواصلين لهذه الفئة وقد يعود الإنجاز الذي تحقق لمنتخبنا لكرة القدم إلى اللقاء الأبوي التاريخي الذي شهد استقبال وتكريم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أطال الله في عمره عندما كرم المنتخب بحصوله على كأس العالم التي أقيمت بألمانيا وأثنى على عطائهم وعبر عن سعادته بهذا الإنجاز الذي سجل باسم أبناء الوطن في هذا المحفل التاريخي مشيدا حفظه الله بدور المدرب الوطني للمنتخب الكابتن عبد العزيز الخالد في قيادة المنتخب ووجه حفظه الله المسئولين في حينها بأن يستمر الخالد في قيادة المنتخب في الدورة المقبلة وهذا التوجيه الأبوي الكريم الذي ينم عن فكر ناضج وبعد نظر لوالدنا الرياضي القريب من كل إنجاز وتشجيع لأبناء الوطن للقيادة والحضور وتمثيل الوطن والإشراف على شبابه خلال مشاركتهم العالمية وهذا ساهم بلا شك في عدة فرص للتميز لعل منها أولا تحفيز المدرب الوطني على الحضور الدولي والإشراف على أبنائه اللاعبين فهو سيكون أحرص عليهم من غيره ومن ثم الاستقرار التدريبي الذي تحقق للمنتخب وهذا ما حصل بالفعل فالخالد ظل يتابع اللاعبين طوال موسم كامل ومن ثم اختار العناصر المميزة وظل يتابعهم ويشرف على أحوالهم الفنية والشخصية واستقرارهم الوظيفي فلي تجربة مع الكابتن الخالد عندما تابع رغبة حارس مرمى المنتخب الاحتياطي للنقل للعمل بقسم السكرتارية في إدارة الإشراف التربوي في وزارة التربية والتعليم وبالتحديد في قسم التربية البدنية ولأنه رياضي متخصص حيث يحمل درجة الماجستير وقريبا سيناقش لنيل درجة الدكتوراه فقد طبق التدريب العلمي خلال قيادته للمنتخب حيث وضع خطة قصيرة الأمد تعتمد على لقاءات أسبوعية بين فترة وأخرى وطويلة الأمد لمدة ثلاث سنوات بمعسكرات خلال فترة الصيف في عدد من الدول كما حصل في الرياض والدمام وتونس وتركيا والتشيك وجنوب أفريقيا فضلا عن جهود الاتحاد السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة الذي رغم إمكاناته المحدودة إلا أنه يعمل وفق خطط طموحة تجاوزت عوائق ضعف البنية التحتية لعدم اكتمالها إلى البرامج التطويرية المتخصصة واللوائح التنظيمية الدقيقة التي جعلت هذه الفئة الغالية جزءا من تركيبته، واستطاع الاتحاد والذي رأسه أعلى هرم في الرياضة الأمير سلطان بن فهد وعضوية العديد من المهتمين في جميع القطاعات بالدولة ومن خلال ما وفرته له الدولة من إيصال برامجه ونشاطاته المختلفة إلى أعضائه المستهدفين بصورة حضارية متقدمة مما ساهم في تحقيق أهدافه على أكمل وجه، وللعودة إلى الإنجاز الذي تحقق فهو الأغلى والأفضل في تاريخ الرياضة السعودية خلال الموسمين الرياضيين في ظل إخفاقات المنتخبات السعودية المختلفة في هذه المرحلة وهذا الإنجاز بحجمه العالمي الذي ساهم فيه أبطالنا في رفع علم المملكة خفاقا في محفل دولي تنافسي عالمي وبجهود من كوادر وطنية ثمينة عكس فيه أبطالنا روح المنافسة الشريفة والغيرة على حب الوطن ليبقى علمه عاليا، فشكرا لأبطالنا اللاعبين والجهاز الإداري والفني والطبي والإعلامي ولرئيس الوفد أمين عام الاتحاد ناصر الصالح على جهودهم الإدارية والفنية والمستوى الأخلاقي الذي ظهروا به خلال المشاركة وللأمير سلطان بن فهد والأمير نواف بن فيصل على جهودهم ومتابعتهم وحرصهم على تميز الرياضة السعودية بشكل عام والاتحاد السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة بشكل خاص ولأننا تعودنا من قيادتنا تكريم كل من يقدم خدمات جليلة للوطن في كل محفل علمي أو رياضي أو صحي ..الخ، فإننا نتطلع إلى حفل وتكريم يليق بالأبطال وأن يدعم ويكرم هذا المنتخب لما حققه من إنجاز تاريخي لوطنه المعطاء من قبل الجهات المعنية والداعمين والممولين والشركات الراعية لتشجيع ودعم هؤلاء الأبطال الذين أضافوا في سجل الوطن من قائمة طويلة وحافلة إنجاز جديد ليزداد العطاء وتكثف الجهود وتتوالى الإنجازات والانتصارات لرياضتنا السعودية التي تعد وتعتبر في مكانة عالية وفي تقدم كبير وتطور مستمر.... وتحية تقدير لمدربنا الوطني المميز الخالد الذي سطع نجمه مع أبنائه اللاعبين وأضاء سماء الوطن وتذكير لرجال الإعلام أن يعطوا الأبطال حقهم من الإشادة التي يستحقونها ودعوة الأمير سلطان ونواف بأن نرى في كل مدينة من مدن المملكة منشأة رياضية نموذجية لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة تكون هدية عاجلة لتكون متنفسا لهم فهم أحوج من غيرهم لهذه المنشآت.