تختتم اليوم الأربعاء الدورة التدريبية الثالثة عشرة في أبجديات اللياقة البدنية المرتبطة بالصحة التي ينظمها الاتحاد السعودي للتربية البدنية والرياضة وهذه الدورة تقام ضمن شراكة وتناغم وانسجام بين وزارة التربية والتعليم والرئاسة العامة لرعاية الشباب وقد شارك في إعداد الحقيبة التدريبية لجنة التربية البدنية المدرسية والرياضة الجامعية بالاتحاد لها الدكتور على أبو صالح ود. توفيق البكري وأ . ضيف الله الثقفي وأ. خالد الخريجي وأ. عبدالعزبز الخالد والدكتور رشيد الحمد وتكمن أهمية هذه الدورة التي شارك بها ( 60) مشرفا تربويا من مختلف مناطق ومحافظات المملكة في أن النشاط البدني في المراحل المبكرة من عمر الطالب يعتبر تشييد الأساس والقواعد الرئيسية لبناء جسم صحي متكامل ( أضرب الحديد وهو ساخن). ومن واجب معلمي التربية البدنية في هذه المرحلة إيصال هذه الرسالة لأجيال المستقبل، ولا يكفي الاهتمام أو التركيز على تطوير اللياقة البدنية من الناحية العملية فقط وإنما يجب أن يقترن هذا التطبيق العملي بالمعرفة النظرية المناسبة لعمر الطالب من خلال الشرح المبسط للّياقة البدنية. و تحديد المعلومات المتعلقة باللياقة البدنية وتنظيم برنامج اللياقة البدنية بشكل منطقي وواقعي وتوفير فرصة التعلم لكي يساعد الطلاب في تحقيق أهداف محددة. على أن يكون ذلك بأسلوب شيق وممتع للطلاب لتعليم مفهوم اللياقة البدنية نظراً لمحدودية الوقت المتاح لدروس التربية البدنية في المدارس وكان للعلماء والمختصين في مجال التربية البدنية محاولات عديدة و مجتهدة في تحديد مكونات عناصر اللياقة البدنية، ومازالت هذه المحاولات قائمة إلى أن جاءت الجمعية الأمريكية للطب الرياضي والجمعية الأمريكية للقلب بتصنيف حديث يقوم على ارتباط عناصر اللياقة البدينة بمبدأين وهما: عناصر اللياقة البدنية المرتبطة بالصحة والمبدأ الآخر هو عناصر اللياقة المرتبطة بالأداء الرياضي الحركي أو المهاري، وللمحافظة على الصحة العامة يتحتم الاهتمام بتنمية العناصر المرتبطة بالصحة.وعلاقة اللياقة البدنية بالصحة علاقة ضعيفة إذا كان مفهوم الصحة قاصرا على الخلو من الأمراض المعدية أو الناجمة عن ممارسات غير صحية، فاللياقة البدنية لن تمنع الإصابة بالكوليرا أو السل الرئوي أو الزهري متى ما توفرت مسببات المرض، ولكن المفهوم الحديث للصحة لم يعد قاصرا على الأمراض المعدية بل تجاوزها إلى ما يسمى بأمراض نقص الحركة، فبعض مجتمعات القرن الحادي والعشرين أدركت أهمية اللياقة البدنية لأفرادها، وقد أصبحت أمراض نقص الحركة ( تصلب الشرايين والسمنة والآم الظهر … ) والمشاكل الصحية الناجمة عن انخفاض اللياقة البدنية تشكل هاجسا يقلق تلك المجتمعات خصوصا الغنية منها بسبب توفر مقومات الراحة والترف ووفرة الطعام وغير ذلك.وما أتمناه من المشاركين أن ينقلوا خبراتهم وما تلقوه في الدورة وقد رأيت التفاعل الرائع منهم من خلال إقناع الطلاب بأن اللياقة البدنية متكونة من قسمين رئيسيين هما اللياقة المرتبطة بالصحة واللياقة الحركية المرتبطة بالأداء الرياضي. فاللياقة المرتبطة بالصحة تشمل لياقة الجهاز الدوري التنفسي، والمرونة، والقوة والتحمل العضلي (التحمل) والتركيب الجسمي، أما اللياقة الحركية فتشمل التوافق العضلي العصبي، والسرعة والرشاقة والتوازن وسرعة رد الفعل والقوة، وعليه فإن اللياقة البدنية ليست صفة بدنية واحدة وإنما مجموعة من الصفات البدنية. إن جسم الطلاب الصغار يختلف عن جسم الكبار من عدة أمور فجهازهم العضلي لم يتم نموه بالشكل الكامل ولذلك فإن القوة العضلية والتحمل العضلي محدودة. كما أن كمية الدم التي يضخها القلب قليلة ونسبة الهيموغلوبين قليلة هذا يعني ضعف قابلية الجسم الهوائية والإحماء على الرغم من أهميته فإن للمعلم أن يغير أسلوبه وأن ينوع تمارينه أثناء الإحماء لأنها سوف تصبح ممّلة ولا يهتم الطلاب بأدائها وهذا يعني أن عدم حصول الجسم على فرصة كاملة للإحماء يسبب نتائج ضعيفة وربما يسبب الإصابة.من الأمور المساعدة في عملية الإحماء هو إعطاء اختيار للطلاب بأن يمارسوا أحد الألعاب قبل بداية الدرس أي فور وصولهم إلى الملعب مثل اللعب بكرة السلة أو قفز الحبل أو غيرها وهذه تنشط الدورة الدموية. ويساعدهم المعلم في شرح بعض الأمور التي يحس بها الطلاب أثناء التدريب الشديد مثل صعوبة التنفس والألم العضلي والعرق.ومن الضروري معرفة أن الطلاب لا يمتلكون نفس قابلية الكبار لتخلص جسمهم من الحرارة المتراكمة . وإن تحملهم للحرارة أو التمرين في المناطق الحارة يساوي40% فقط من مقدرة الرجال البالغين. ولذلك يراعي المعلم عدم تعرض طلابه للطقس الحار أثناء التمرين أو الجو الرطب . ويجب على المعلم إرشاد طلابه لشرب الماء قبل وأثناء وبعد درس التربية البدنية.ومن الأمور المهمة أن طلاب الروضة وطلاب المرحلة الأولى و الثانية الابتدائي لا يستعملون أوزانا إضافية أثناء التدريب وإنما يستخدمون أوزانهم فقط. أما في مرحلة 3 ـ 6 ابتدائي فيمكن استعمال أوزان إضافية ولكن تحت إشراف المعلم . وأن تكون الأوزان مناسبة بحيث يتمكن الطالب من تكرار التمرين عشر مرات .. ولكن علينا أن نؤدي واجبنا وأن ننبه معلمي التربية البدنية في بلدنا الذين آمل أن يستجيبوا لدعوتنا التي هي لصالح أبنائنا, شكرا لكل من ساهم في نجاح الدورة وإلى مزيد من الدورات النوعية المتميزة.