|


د. رشيد بن عبد العزيز الحمد
هل نحن جاهزون للصين
2010-11-03
سؤال مهم ويطرحه كل إعلامي ومختص في الرياضة عن مدى استعداد منتخباتنا للمشاركة في دورة الألعاب الآسيوية بالصين لأول مرة منذ عدة دورات تنتهج اللجنة الأولمبية العربية السعودية إتاحة الفرصة لأكبر عدد من المنتخبات السعودية للمشاركة في مثل هذا التجمع الآسيوي الكبير وأرى من وجهة نظر فنية شخصية بأنها فرصة مواتية للوقوف على مستويات منتخباتنا الوطنية قبل الأولمبياد العالمي بلندن وسيكون المديرون الفنيون للاتحادات المشاركة تحت المحك الحقيقي لا أعرف هل تمت دعوة الاتحادات للمشاركة أو أنها ألزمت لأن البعض من الاتحادات المشاركة لا أرى أنها مستعدة لتقديم الصورة المشرفة للرياضة السعودية في هذا المحفل الآسيوي لكن إلى متى تحجب مشاركتهم ويبعدون عن هذا المحفل لعدم الكفاءة أو القدرة على تحقيق الإنجازات المشرفة، كثير ينتقد وضع الاتحادات الرياضية وأنها تحتاج إلى غربلة جادة لعدم الوصول إلى الفكر الذي ينادي به الأمير نواف بن فيصل بدءا من إطلاق الصقر الأولمبي والذي لم يحقق أهدافه حتى الآن وثمة من يقول بأن هناك معوقات قد تحول دون تحقيق الإنجازات المطلوبة ولعله الأمور المالية، ولأن المملكة تعتبر أفضل من غيرها بكثير من الدول التي تحقق إنجازات عالمية فإن المأمول أن تكون إنجازاتنا بحجم تطلعاتنا واقتصادنا ولقد درس عدد كبير من العلماء كيفية التنبؤ بالدولة التي تفوز بالدورة الأوليمبية ولقد قدم برنارد وبوس Bernard & Busse دراسة "بعنوان من يفوز بالأوليمبياد المصادر الاقتصادية ومجموع الميداليات" حيث هدفت هذه الدراسة لتحديد عوامل النجاح في الدورات الأوليمبية حيث وجه الباحثان سؤالا مباشرا إلى العديد من الدول الفائزة بالميداليات الأوليمبية بشكل مستمر وراسخ عن العوامل المؤثرة في النجاح الأوليمبي في المسابقات المختلفة وخاصة المسابقات الفردية حيث يرى الباحثان أن الفائزين في المسابقات الفردية أكثر قدرة على تحديد هذه العوامل، حيث أكدا على أهمية اعتبار حجم المجتمع حيث أن المجتمعات السكانية الكبيرة تزداد فيها احتمالات وجود موهوبين عن المجتمعات السكانية الأقل من حيث حجم المجتمع، وإن كانا يؤكدان على أن حجم المجتمع وحده لا يكفي بالهند وإندونيسيا وبنجلاديش والصين تمثل 43% من مجموع السكان وحجم إنجازاتهم لا يتجاوز 6% من إجمالي الميداليات عام 1996 كما يوضحان أن من الضروري أن توضع في الاعتبار المصادر الاقتصادية حيث استطاع الباحثان التوصل إلى معادلة للتنبؤ بعدد الميداليات التي يمكن أن تفوز بها الدولة من خلال حجم المجتمع والمصادر الاقتصادية، وأشارا إلى أن هذه المعادلة تمت تجربتها على الدورات السابقة إلا أن هذا لا يقلل من تأثير العوامل الفنية والموهبة والتي يجب أن توضع في الاعتبار إلا أنها ترتبط بشدة بمعطيات المعادلة المقترحة بينما ينشر الموقع الخاص باقتصاديات الرياضة Pwc.com (2008) دراسة بعنوان "دراسة اقتصادية للنموذج الأوليمبي في الأداء" حيث يوضح أن العوامل الاقتصادية المؤثرة إحصائياً في توقع عدد الميداليات التي يمكن أن تفوز بها الدولة هي حجم المجتمع (عدد السكان وخاصة في سن الشباب تحت 24 سنة )، متوسط دخل الفرد، نمط أو نوع الاقتصاد السائد في المجتمع، استضافة الدورات السابقة، عدد الميداليات التي فازت بها الدولة في الدورة السابقة، وقد تم توظيف العوامل السابقة في شكل معادلة للتنبؤ بعدد الميداليات التي سوف تفوز بها الدول في الدورة الأوليمبية واستخدمت هذه المعادلة للتنبؤ بدورة بكين قبل بدئها وإن الصين سوف تفوز بالدورة بإجمالي 88 ميدالية بزيادة 25 ميدالية عن دورة أثينا بينما تحتل أمريكا المرتبة الثانية بإجمالي 87 ميدالية بفارق 16 ميدالية عن دورة أثينا ورغم الاختلاف في عدد الميداليات فإن التوقعات كانت أقرب للحقيقة بعد انتهاء الدورة بينما لم تظهر أي دولة عربية في جدول التوقعات من إجمالي 80 دولة شملها البحث، بقي أن أقول أن المشاركة طيبة من حيث الحضور الأولمبي ولكن مهم أن تضع اللجنة الفنية باللجنة الأولمبية العربية السعودية تقييم المشاركة بشكل فاعل وعلمي وفق استمارات ونماذج مدروسة ولا يمنع أن تكون عن طريق جهة محايدة ومن ثم يتم محاسبة كل مقصر حتى لو وصل الأمر إلى إصلاح الخلل فوراً وليس بالضرورة الانتظار إلى نهاية الدورة الجديدة وأن يكون الإصلاح على الجميع، والله الموفق.