كرة القدم رياضة تعتمد على دعم وقناعة المجتمع لنجاحها وتطورها.. والبرازيل خير مثال لذلك، فهي تحظى بقناعة ودعم المجتمع البرازيلي مما جعلها تقود العالم في كرة القدم، والواقع يقول إن المجتمع السعودي يشبه تماماً في توجهه وحبه لرياضة كرة القدم المجتمع البرازيلي حيث يرعاها بكل ما يملك، بل إنه يقاس نجاح وتقدم الرياضة في المملكة بوجه عام بنجاح كرة القدم وبرامجها، فبإمكان المجتمع السعودي أن يتحمل خسارة أي رياضة وعدم تحقيق أي إنجاز فيها إلا كرة القدم، ويقف الإعلام الرياضي خلف هذا التوجه الكبير لعدم وجود المتخصصين للألعاب الرياضية المختلفة، والمتابع لما يحدث في القنوات الرياضية المحلية والخارجية يرى التركيز الكبير على كرة القدم حتى زاد التعصب غير المحمود ودخلت المشاحنات بين المختصين أنفسهم، والغيور يقول بأن ما قدم خلال تصفيات كأس آسيا في بعض القنوات من تحليلات ومداخلات لم يرتق للذوق العام للمتابع العربي من خلال الحوار غير المنظم الذي يفتقد للمصداقية، وأفرزت هذه البطولة وقبلها بطولة الخليج الحاجة إلى برنامج حواري هادف من نوع آخر، وقد رفع الاتحاد السعودي للتربية البدنية والرياضة ممثلاً في لجنة الرياضة المدرسية والجامعية مقترحاً للأمير تركي بن سلطان المشرف العام على القناة الرياضية، لتتبنى القناة الرياضية برنامجاً عبارة عن سلسلة حلقات تلفزيونية نوعية تثقيفية في التربية البدنية والنشاط الرياضي بشكل عام ذات أهداف تربوية ووطنية ستكون على الأقل جنباً إلى جنب فيما يطرح من غث وبطريقة جارفة عن التعصب الرياضي الذي يقوده الإعلام المنحاز للأندية لا لرياضة الوطن، وهذا البرنامج سيناقش مع المختصين قضايا رياضية بأسلوب حواري هادف من قبل مختصين، وعلى سبيل المثال لا الحصر الرياضة والتدخين، الرياضة وأثرها على الصحة، التشجيع المثالي، الرياضة ودورها في تعزيز الانتماء، التعصب المحمود، النادي والمجتمع، حاجة الشباب للرياضة، المدارس والموهبة، اكتشاف المواهب، الدورات الأولمبية الخ.. والحلقات التي سيقوم الاتحاد السعودي للتربية البدنية والرياضة بإعدادها ومخاطبة المتحدثين ودفع مكافأتهم من قبله، ولقناعتي بأن الأمير تركي بن سلطان داعم لكل جديد ومتميز وذو فائدة، ولأن فكرة هذا البرنامج جديدة ولم تتبن من أي قناة رياضية أخرى، ولأن السبق سيكون لقناتنا الرياضية فإنني أتطلع إلى دعم وتبني الأمير تركي للفكرة في هذا الوقت الذي نحن بحاجة فيه إلى كل ما يعزز الانتماء واللحمة الوطنية.