تعد أزمة القيم من سمات عصرنا الحاضر ،فبالرغم من التقدم العلمي الكبير الذي وصل إليه الإنسان،إلا أنه لم يتحقق له ما ينشده من توازن نفسي، بل إنه ساعد على اهتزاز القيم بداخله،مما نتج عنه أزمة قيمية؛ نظراً لطغيان المادة على ما حولها من قيم ومبادئ. والقيم تلعب دوراً مهماً في حياة الأفراد والمجتمعات؛ لما لها من أهمية في تشكيل أفراد المجتمع وطريقة حياتهم. وتعد ممارسة النشاط البدني والرياضي أساساً وأرضا خصبة لتنميتها وغرسها، بل إن الرياضة في معناها الواسع عملية قيمية فهي تستمد أهدافها من القيم. والمتأمل في دوري زين لكرة القدم وواقع ما يحدث من اللاعبين داخل ملاعبنا يجد ضعفاً ملموساً في القيم، الأخلاقية، الاجتماعية، الوطنية، وقد يرد هذا الضعف إلى عدم قدرة اللاعبين على التكيف وتطبيق القيم من خلال السلوكيات التي يظهرونها من خلال تصرفاتهم وبلادنا ـ ولله الحمد ـ ارتكزت التربية فيها على قيم الإسلام المستمدة من الكتاب والسنة،الهادفة إلى تنشئة الفرد تنشئة صالحة، وموادنا الدراسية مليئة بالقيم وتعتمد على القيم الخيرة والمبادئ السامية. إلا أن عدداً من اللاعبين الوطنيين في ملاعبنا لا يتمثلون هذه القيم، ولا يسـتطيعون تطبيقها على أرض الميدان، وتوظيفها في حياتهم رغم أن تطبيقها يظهر اللاعب في قمة نضجه وفكره وتعاطيه مع الأحداث داخل الملعب وخارجه وتكسبه محبة الجماهير بغض النظر عن ميولهم ومن يشاهد نهاية إحدى مبارياتنا في دوري زين يشاهد العجب فاللاعبون لايتقبلون مقابلة البعض أو السلام على البعض أو التسامح حيث نرى في الكثير من المباريات احتقانا وتشابكا بالأيدي وخروجا من الملعب دون إفشاء السلام والمصافحة والغريب في الأمر أن ذلك قد يحدث من أول جولة في الدوري رغم أن التعويض موجود بوجود أكثر من خمسة وعشرين جولة ومما يؤسف له أن البعض يرمي على زميله داخل الملعب أقسى الكلمات التي لا يمكن أن تحدث في ميدان تنافس رياضي شريف ككرة القدم الكل منا يتابع المباريات الأوربية بل إن اللاعبين لديهم تعصب أعمى لبعض الأندية كبرشلونة وريال مدريد ومانشستر وغيرها كثير ويشاهدون المواقف والقيم الجميلة التي يظهرها اللاعبون داخل الملعب كالتسامح وتقبل قرارات الحكام بروح رياضية والتعامل الراقي داخل الملعب ثم الأجمل بعد نهاية المباراة من خلال التجمع داخل منتصف الملعب والتصافح بأسلوب راق وتحية الجماهير بأسلوب مهذب بقي أن أقول بأن الأدوار مشتركة لتعزيز وتفعيل القيم انطلاقا من مدارسنا من خلال إظهار المواقف والقيم الإيجابية في المواقف التربوية ومن خلال التعامل داخل المؤسسات والصدق في التعاملات