قدمت منتخباتنا الثلاثة الناشئين في جده والشباب في المغرب والكبار في الدمام خلال لقاءاتهم في مشاركاتهم المختلفة مؤخرا مستويات متميزة ونتائج مبهرة ، شاهدنا اللاعبين والكوادر الإدارية والفنية وقد شرفت الكرة السعودية و ما يجعلنا متفائلين هو الاهتمام هذا العام بجميع الفئات السنية وإتاحة الفرصة لها للمشاركات الخارجية إلا أن كرتنا السعودية تواجه مشكلة كبيرة بعدم وجود أكاديميات متخصصة للعبة في أنحاء المملكة رغم كبر المساحة وتباعد المحافظات والمناطق ووجود قاعدة عريضة من الصغار تحب وتعشق ممارسة كرة القدم وأولياء أمور داعمين ومحبين للعبة وكذلك ضعف تأهيل المدربين الوطنيين المكلفين على الإشراف على المنتخبات الوطنية بدورات تدريبية وتفرغ تدريبي وان كانوا مجتهدين إضافة إلى ضعف بنية اللاعبين وافتقارهم إلى السرعة المطلوبة فاللاعبون المميزون لدينا قصار قامة وضعاف بنية وقد يكون أحد الحلول ماسيعلنه خلال شهر رمضان المبارك الأمير نواف بن فيصل من تدشين لوائح وأدلة الأكاديميات السعودية لتدريب الصغار على المهارات الأساسية في كرة القدم الحديثة التي لم يتدرب عليها في صغره وعلى الأندية والأكاديميات المتخصصة عبء تحمل المسؤولية كاملة لأنني لا أرى بأن الوقت سيسعف اللجنة الأولمبية السعودية أو اتحاد كرة القدم بتبني أي أكاديمية للعبة وعلى جميع الأندية أن تعمل بجد وإخلاص كبيرين على التخطيط في الخمس أو العشر السنوات المقبلة وأن تترك بصمتها الغائبة منذ سنوات فاللاعبون الناشئون هم مستقبل الأندية والمنتخبات وإذا لم يكون هناك اهتمام بهذه الفئة لن نستطيع أن ننتج منتخباً قادراً على الاستمرار ومواصلة الإنجازات ويقول المدرب الوطني حمود السلوة أن العمل مع الفئات السنية الصغرى إن كان في التدريب أو التعليم هو من أصعب أنواع التعامل وأكثرها خطورة وحساسية ومسؤولية لأنه عمل تأسيسي من كافة الجوانب البدنية والاجتماعية والوجدانية والنفسية والأبوية إلا إنه مرتبط بنوعية الكوادر والقيادات العاملة مع البراعم والناشئين من حيث كفاءتهم وخبرتهم ومستوى تأهيلهم وبما ينعكس على أدائهم ومن وجهة نظر شخصية أرى بأن الوقت قد حان لتبني سياسات واستراتيجيات تتعلق بالتطوير لرياضة كرة القدم بحيث تجبر الأندية التي بها مقرات رسمية على تبني أكاديمية لكرة القدم ويخصص لها ملعب أو أكثر ضمن مقر النادي وإدارة مستقلة للناشئين ومنفصلة عن الفريق الأول ويرشح للعمل بها مدربين على مستوى فني واحترافي ويراعى ضوابط التغذية والنوم والتعامل والملابس الخ وقد يكون بتبني الأكاديميات ومتابعة مخرجاتها حل لذلك ومنتخبنا الأول يخوض لقاءه الثاني غدا في أولى خطواته للمونديال ومع تمنياتنا له بالتوفيق فالجميع متفائل بتحقيق منتخبنا تطلعات الوطن بالتأهل لمونديال 2014 إن شاء الله.