|


خالد بن عبدالله النويصر
الداعية الصامت
2008-11-05
أكتب عنك يا أخي وحبيبي وشقيقي وليد وأنا دموعي على خدي لفقدانك وفراقك وأسترجع شريط الذكريات ولا أرى إلا وجهك البشوش وابتسامتك المعتادة ولكنّ عزاءنا الوحيد أنك ذهبت لمن هو أرحم وأكرم ألا وهو الخالق سبحانه وتعالى ولن أنسى أبداً أنني كنت أعاتب نفسي دائماً وخصوصاً أثناء مرضك ـ  لأنني أعمل في المجال الصحي والرياضي ـ وأقول ليتني قلت لك ان تبتعد عن هذا الغذاء أو هذا الدواء لأنني لا أريد أن تُصاب أنت أو أحد إخواني بسوء.
الداعية الصامت: كنت أدعو الله في داخلي وما زلت بأن أكون أول المودعين في هذه الدنيا لكيلا أرى مسحة حزن على جبين والدتي وإخواني ولكنني راضٍ بما كتبه الله لنا جميعاً وسبقتني يا أبا خالد لأنك قريب بإذن الله إلى الخالق الباري وهذا قدرنا جميعاً ولكن كل ما أستطيع قوله في هذا المصاب الجلل سوى (إنّا لله وإنّا إليه راجعون) ولا حول ولا قوة إلا بالله.
الداعية الصامت: هذا اللقب أطلقه أهلنا وأحبتنا وإخواننا في البحرين الشقيقة على أخي وشقيقي وحبيبي وليد الذي عاش فيها هو وأسرته أجمل أيام حياتهم ـ لأنه عمل في مجال التعليم في البحرين ـ  وكون صداقات وعلاقات طيبة معهم حيث وجد القلوب الطاهرة والنقية، وهذا الأمر غير مستغرب على هذه الدولة الشقيقة كما هو حال كل أبناء عمومتنا في دول الخليج.
 الداعية الصامت:  تحدثوا عنه أهله وأحبته في البحرين في أمور كثيرة تخص الدعوة إلى الإسلام وخصوصاً لغير المسلمين وكيف ربط جسراً من المحبة والعلاقة بين القائمين على الدعوة للجاليات غير المسلمة وبعض الجمعيات الخيرية بين الرياض والبحرين، لهذا فقد كشفت لنا يا أبا خالد النشاط الدعوي والأخوي في هذه الدولة الشقيقة والدليل على ذلك أنهم سبقونا إليك في المسجد وفي المقبرة وفي العزاء عبر الصحف وأطلقوا عليك (الداعية الصامت) لأننا لم نكن نعلم عن نشاطك غير العادي في مجال الدعوة إلا بعد وفاتك. 
الداعية الصامت: عشت حياتك شخصاً غير عادي تحب الإبداع في كل جانب من جوانب حياتك في المدرسة كمعلم وفي البيت كأب وخارج المنزل كصديق. فأبناؤك يشعرون أنك صديق لهم وقريب منهم لأنك كنت لهم نعم الأب والمربي الفاضل وأكبر شاهد على ذلك أن أبناءك من حفظة القرآن الكريم وزوجتك أم خالد نعم المرأة الصابرة المحتسبة لأنها تعرف كل خطواتك وسكناتك الخيرة يا أبا خالد وإن كانت فقدت صاحب القلب الكبير والأب الحنون لأبنائه وأسرته.
 الداعية الصامت: والدتك قالت كلمة واحدة فقط عندما سمعت خبر وفاتك (لقد انكسر ظهري بفقدي لابني البار وليد) ولكنها ظلت صابرة محتسبة لأنها عندما تتذكر مرافقتك وملازمتك لها وهي تؤدي معك فريضة العمرة في كل عام وخصوصاً في السنوات الأخيرة تدعو إليك وتقول اللهم أسكنه فسيح جناتك وأجعله في الفردوس الأعلى من الجنة أنك سميع مجيب أما إخوانك فإنهم غير مصدقين أنهم لن يروا صاحب الابتسامة المشرقة ولكنّ عزاءهم الوحيد أنك ذهبت إلى رب كريم ورحيم.