|


خالد بن عبدالله النويصر
هل هو شرقي أو غربي؟
2009-07-15
انتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة ارتياد الكوفي شوب من قبل الشباب والشياب، وصارت مكانا مناسبا لمقابلة الأصدقاء والأحبة ومتنفساً للعديد من مرتاديها لقضاء أوقات ممتعة فيها والاستفادة منها في النقاشات الهادئة والبريئة بعيدا عن الرسمية والرتابة اليومية، وإن كان البعض يستغل الكوفي شوبات في إنهاء وإنجاز بعض الأعمال والمواعيد الخاصة بالبزنس فالكل يغني على ليلاه.
قد تلاحظون إنني سميت هذا المكان الكوفي شوب وهي كلمة غربية وليست القهوة أوالمقهى.. أقول لكم ليش لأنني حذرت كثيرا من عدم ترديد رحت المقهى أو جيت من المقهى، لأن الجميع سيعتقد إنني راعي شيشة أو معسل، وهذه العادة السيئة تعتبر بالنسبة لي عادة كريهة لأنها مضرة بالصحة، ولهذا فإنني اعتبر وجود المقاهي خارج مدينة الرياض من أفضل القرارات التي اتخذت، وإن كنا ننتظر على أحر من الجمر قراراً آخر يمنع التدخين في الأماكن العامة.
كنت أعتقد أن المقاهي فكرة غربية، ولكن بعد البحث والتقصي وجدت أن منشأها شرقي، بدأت في مدينة حلب في أواسط القرن السادس عشر الميلادي، وكان مرتادوها يجلسون في مكان مفتوح وعلى الأرض، وانتقلت الفكرة إلى ألمانيا عن طريق طبيب ألماني يدعى ليونارد راوفولف، والغريب أن الأتراك عرفوا المقاهي من العرب لشهرتها الكبيرة في مصر بعد أن كانت معروفة في الشام.
وبعد ذلك ذاع صيت المقاهي في أوروبا، وكان أول مقهى من هذا النوع في مدينة البندقية ثم ظهرت في لندن، وكانت القهوة في تلك الفترة تعد بالطريقة الشرقية، وانتشرت بعد ذلك في جميع مدن انجلترا، وظهرت في فرنسا في أوائل القرن السابع عشر الميلادي، وافتتحت دار خاصة سميت قهوة بروكوب، وكان الفيلسوف فولتير من روادها، ومن هنا بدأ الأدباء يرتادونها بشكل دائم ومستمر وخاصة في مصر، وكان أبرزهم نجيب محفوظ وجمال الدين الأفغاني والشاعر حافظ إبراهيم وغيرهم.