|


خالد بن عبدالله النويصر
كأس العالم أم الاحتياجات الخاصة
2010-07-07
كنت أعد العدة للكتابة عن الأدوار النهائية لكأس العالم وتساقط الكبار (البرازيل والأرجنتين وإيطاليا وإنجلترا وفرنسا) وعن الأسلوب والفكر الجديد الذي تلعب به ألمانيا والتي غيرت مفاهيم كثيرة في عالم كرة القدم الحديثة عنوانه وداعاً للكرة الاستعراضية ومرحباً بالتكتيك والانضباط داخل الملعب ولكنني عندما حضرت حفل افتتاح المركز الصيفي الرابع لذوي الاحتياجات الخاصة في نادي الشباب ومشاهدتي لأبنائنا المرتادين والفرحة تغمرهم داخل أسوار النادي النموذجي.   
 ـ وجدت أن أمانة القلم تجبرني على الكتابة عن أبنائنا ذوي الاحتياجات الخاصة الذين فتح لهم الشبابيون قلوبهم قبل أبوابهم لاستقبالهم لمدة شهر كامل خلال إجازة الصيف وهو التصرف الذي يمر علينا نحن كأشخاص عاديين ليس لدينا إعاقة أو طفل معوق داخل المنزل مرور الكرام.
ـ ولكن ماذا عن ردود أفعال أسر هؤلاء الأطفال والشباب المعوقين الذين وجدوا لأبنائهم مكاناً مناسباً يقضون فيه أوقات فراغهم تحت إشراف ومتابعة أساتذة متخصصين، ولكم أن تتخيلوا أن والدة أحد الأطفال المعوقين تقيم في حي بجنوب الرياض تحضر ابنها يومياً للنادي الساعة  الخامسة عصراً وتنتظره في السيارة حتى الساعة الثامنة مساء موعد انتهاء نشاط المركز الصيفي.
ـ ووالدة أخرى اتصلت بالمشرف على المركز وقالت له إن لديها ثلاثة أبناء (ولدان وبنت) يشكون من مرض التوحد ولا تستطيع ترك الولدين مع أختهما لكي لا يؤذوها أو يؤذوا أنفسهم ولكن نادي الشباب فتح لها المجال للخروج والقيام بقضاء احتياجاتها وزياراتها الاجتماعية لأنه احتضن الولدين في المركز الصيفي لمدة شهر كامل هذا بخلاف الأمهات والآباء الذين يدعون في الغيب لهذا النادي وللقائمين عليه لقيامهم بدورهم الاجتماعي خير قيام.
 ـ وكانت ردود الفعل جيدة ومشجعة ـ لإقامة هذا المركز الصيفي ـ  لدى الجمعيات الخيرية المهتمة بهذه الفئة وخاصة من قبل الجمعية السعودية للتوحد والجمعية السعودية الخيرية لمتلازمة داون والذين طلبوا من إدارة النادي أن يكون هنالك تعاون دائم ومستمر معهم للاستفادة من تجربتهم في هذا المجال ووضع كافة إمكانياتهم وخبراتهم تحت تصرف النادي دعماً منهم لهذا النشاط الخير.
 ـ وأتمنى أن تحذو الأندية الأخرى حذو نادي الشباب في القيام بدورهم الاجتماعي تجاه هذه الفئة الغالية علينا من ذوي الاحتياجات الخاصة وأن يفتحوا أبوابهم لإقامة مراكز صيفية لهم في شتى أنحاء السعودية لدعم مثل هذه البرامج الإنسانية ولن يتوانى الإخوة في نادي الشباب عن مدهم بكافة المعلومات والخبرات اللازمة في هذا المجال وسيجدون الدعم والمساندة من الرئاسة العامة لرعاية الشباب لكي ندخل البهجة والسرور في قلوب أكبر عدد من أبنائنا ذوي الاحتياجات الخاصة وخاصة أن الأنشطة الرياضية تتوقف خلال إجازة الصيف.