|


خالد بن عبدالله النويصر
نور والخيزران
2010-08-04
 تفاعل الكثير من القراء مع المقال السابق والذي كان بعنوان (المسؤولية الاجتماعية بيد كومار وسيتي)، ووصلني العديد من الرسائل عبر الجوال والبريد الإلكتروني التي تحمل في طياتها الكثير من الطلبات باستكمال هذا المقال وإعطائه المزيد من الاهتمام وتسليط الضوء بشكل أكبر على المسؤولية الاجتماعية والأعمال الخيرية التي يقدمها بعض المشاهير لمجتمعاتهم في كافة أنحاء المعمورة..!
ـ ولأن عمل الخير كنبتة الخيزران ينمو سريعاً وينشر السعادة ويصيب الهدف فقد آثرت أن أبرز بعض النماذج التي اختارت أن تصنع التاريخ وترد الجميل واستفادت من الحكمة التي تقول (البيت الذي لا يفتح للفقير.. يفتح للطبيب)..!
  ـ لاعب فريق أشبيلية الأسباني المالي المسلم ـ عمر فردريك كاونتي يتبرع بمبلغ نصف مليون دولار لعدم هدم مسجد في أسبانيا بحجة أن مدة عقد إيجار المسجد قد انتهت..! اللاعب العالمي ميسي أنشأ مؤسسة خيرية هدفها الرئيسي مساعدة الأطفال المرضى بالاتفاق مع سلسلة مستشفيات (USP) في الأرجنتين ويهتم شخصياً بمعاناة الأطفال المصابين بنقص هرمون الأستروجين الذي يؤدي إلى لين العظام لأنه كان مصاباً بهذا المرض في صغره حتى لو استدعى الأمر إلى تكفله بعلاجهم في مستشفى متخصص في برشلونة..!
 ـ مدرب فريق برشلونة بيب جوارديولا يتبرع للمؤسسات الخيرية التي ترعى مرضى الاحتياجات الخاصة في منطقة كاتيلاس في برشلونة من المبالغ التي تخصم على اللاعبين لتأخرهم عن التمارين وعدم انضباطهم..!
 ـ وكذلك يجب ألا ننسى المواقف الإيجابية للنجم السعودي محمد نور ـ رغم عدم اقتناعي بتصرفاته غير الاحترافية مع ناديه ـ لتبرعه الدائم لفقراء مكة المكرمة ولأبناء الحي الذي يقيم فيه وقيامه بزيارة ودعم المتضررين في السيول الجارفة في مدينة جدة..! ونواف التمياط الذي يعد من النماذج المشرفة في الوسط الرياضي لعضويته الدائمة في جمعية الأطفال المعوقين ومشاركته لهم في الكثير من الأنشطة الاجتماعية..!
 ـ ولعلي أطمح أن تتكاثر مثل هذه النماذج ـ من المشاهير.. لاعبين وغيرهم ـ في مجتمعنا وخاصة أن الفرصة متاحة لنا لقرب شهر رمضان المبارك لنبدأ بالمبادرة الفعلية بدلاً من الاستعراض الإعلامي غير المجدي مثل تقديم الهدايا والزيارات الروتينية .. مما عفا عليها الزمن ونشارك بفعالية ونكون أعضاء مشاركين باستمرار في هذه الجمعية وفي تلك المؤسسة الخيرية بعيداً عن المبادرات الشخصية غير المنظمة..!
 ـ ولا ألقي اللوم على المشاهير فقط بل على الجمعيات والمؤسسات الخيرية التي تقف مكتوفة الأيدي وتكتفي بالاستقبال ووضع الحلويات وفناجيل القهوة.. بل يجب أن يكون دورهم البحث والتقصي عن المشاهير واللاعبين المناسبين للقيام بدورهم الاجتماعي تجاه أهلهم وذويهم وأبناء وطنهم.
 قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً ـ وشبك بين أصابعه).