|


خالد بن عبدالله النويصر
بلاتر.. احزم حقائبك
2011-03-30
أعترف أن إعجابي بشخصية رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم القطري محمد بن همام لا حدود له، إذ إن المتتبع لسيرة هذا الرجل يجد التدرج المنطقي في المناصب، وهو ما منحه جملة خبرات يصعب توافرها بسهولة، كما أن ملامح شخصيته الهادئة الرزينة والنزيهة أيضاً وفرت له فرصة الوصول إلى مناصب دولية ربما يكون آخرها وأهمها رئاسته للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
وربما أن رغبته للترشح لأن يكون “ملك كرة القدم في العالم” من زيورخ باتت حلماً في طريقه للتحقق.
يقول أحدهم: “إذا كنت تملك الرؤية فأنت تملك الحلم”، وأنا أثق أن هذه الشخصية القطرية لديها ما يكفيها لذلك، بل وتحول إلى تصديرها إلى الآخرين، ونحن منهم بدون أدنى شك، وهو ما يدفعني من الآن للقول إنه سيكون رئيساً لـ(فيفا) والمسألة لا تتجاوز أن تكون مسألة وقت فقط.
لن أسرف في الثناء على الرجل الذي يستحق ما وصل إليه، ولا إلى ما وصلت بلاده قطر كذلك، ويكفيه ذكر إسهامه المباشر في فوزها باستضافة مونديال 2022 في الدوحة، محققاً حلم منطقة استحال تحقيقه على مدى أكثر من 80 عاماً قبل أن ينجح هو في قول “نحن هنا” عملياً.
ما يهمني في التطرق إلى سيرة ابن همام أنه لم يرتق بكرة القدم في قطر، بل تجاوزها إلى القارة الأكبر في العالم، ووصل مده الشبيه بـ”تسونامي” إلى كرة القدم السعودية التي كانت في حاجة ماسة منذ سنوات مضت لأفكاره التي بدأنا تطبيقها بقوة نظام الاتحاد الآسيوي، وهو ما أسهم في الإسراع في خطوات التطوير على كافة المستويات لدينا تنظيمياً وتسويقياً وتحكيمياً، وكذلك في شؤون المدربين المحليين واللاعبين وحتى تعامل وسائل الإعلام وتنظيماتها على أرض الميدان، وربما أن الزملاء الإعلاميين الميدانيين يلحظون الدقة والنظام في المواجهات التي يشرف على إقامتها الاتحاد الآسيوي في ملاعبنا بخلاف مواجهاتنا التي يشرف عليها الاتحاد المحلي.
أعتقد أن كرة القدم لدينا تحتاج للإسراع في تطبيقات كافة شروط الاتحاد الآسيوي ومتطلباته، وهي برأيي سترتقي بنا بشكل أكثر سرعة مما نتوقعه، بدلاً من اجتهادات أعضاء لجان أعادتنا إلى كرة الملاعب الترابية بعدم فهمها لبنود لوائح هي تشرف عليها، ومطالبة بتطبيقها على الأندية لكن ذلك لم يحدث وفق جملة شواهد تؤكد على أن كرة القدم لدينا تعانى أزمة لوائح، وإشكالية ازدواجية في المهام والمناصب، وقائمة طويلة من المشكلات التي لم تسعفنا خبرة السنين المتراكمة في حلها أو تجاوزها.
صحيح أن خطوة تشكيل لجنة لدراسة التخصيص وتطوير الاستثمار الرياضي التي بدأت أول من أمس خطوة في الطريق الصحيح لكننا في حاجة إلى أكثر من خطوة لأننا مللنا التعثر الذي أبقانا حيث سقطنا فيما لا يزال الآخرون يهرولون بعيداً عنا لأننا نجيد الكلام وغيرنا مسرف في العمل، وعلينا الآن الاستعانة بصديق وليكن ابن همام.