أحمد المطرودي
الإثارة المبكرة
2008-10-07
يبدو أن دوري المحترفين السعودي مقبل على قوة وإثارة وحضور جماهيري كبير، فالمنافسة شديدة والطموحات كبيرة ولا يوجد صغير وكبير، بدأها فارس الجنوب نجران بهزيمة الزعيم ودق جرس الخطورة لكل الأندية، إن الدوري السعودي لا يوجد فيه فريق صغير وآخر كبير وكشفت مواجهة نجران والهلال عدم قدرة بعض نجوم الهلال على تقديم ما لديهم من نجومية في الملاعب الصغيرة مثل (النووي) أحمد الفريدي الذي لم يقدم نجوميته المعهودة وهنا على المدربين إدراك أن لكل مباراة أدواتها التي تكسب بعيدا عن الأسماء ففي بعض المواجهات يحتاج المدرب إلى عناصر قادرة على تقديم المجهود أكثر من المهارة وهنا الاعتماد على بعض العناصر التي لم تبرز وتحقق النجومية يكون أكثر فائدة من بعض الأسماء التي تخفق في بعض المواجهات من نفس نوعية مواجهة نجران.
ـ النجرانيون كانوا أكثر جمالا وإشراقا وإبداعا وهم يقلبون الخسارة من الهلال إلى فوز ويقلبون الطاولة تحت صيحات جماهيرهم الغفيرة التي زينت الملعب بوقوفها القوي مع فريقها بكل روح رياضية وأخلاق بينما لم تكن جماهير النصر في الشرقية تحمل نفس المألوف مع مشاركة من بعض الجماهير الاتفاقية وهنا أود أن أهمس في آذان الجماهير النصراوية أن تكون أكثر هدوءا هذه السنة لأن فريقها يسير بطريقة صحيحة وهو يملك نجوما قادرين على زرع الابتسامة وتحقيق البطولة لأن البطل الذي سيفوز في الدوري لا بد أن يخسر لأن هذه حال الكرة وعلى هذه الجماهير أن تشجع فريقها دون إثارة المشاكل وعلى الإداريين النصراويين أن يتعاملوا بحكمة أكبر دون انفعال مع قرارات الحكام حتى لو كانت ضدهم ومعالجة الموضوع بطريقة صحيحة والاحتجاج يجب أن يقدم بشكل حضاري وعن طريق الجهات الرسمية المسؤولة وسبق أن حذر الجميع من التصريح عقب نهاية المباراة لأن الأعصاب تكون متوترة وتأتي تلك التصريحات بطريقة غير مقبولة وأكبر دليل تلك الكلمات التي تحدث بها عبد العزيز الدوسري عقب المباراة وكان هذا الكلام لا يصدر من رئيس ناد، بل إن الجماهير في المدرجات لا تخرج بهذا الأسلوب ونحن نعرف أخلاقيات الدوسري وحسن أسلوبه لكن التحدث الإعلامي عقب المباراة له عواقب غير حميدة ما لم يدرك المسؤول خطورة ذلك ويضبط أعصابه ويختار كلماته بعناية.
ـ الإثارة المبكرة في الدوري السعودي جاءت مقرونة بمستويات فنية جميلة وعالية مع حضور جماهيري كبير ما عدا لقاء أبها والأهلي حيث وضح أن أبها يعاني من قلة الجماهير المساندة له في أبها والتي عادة ما تشجع الأندية الكبيرة فقط بينما لا يجد نادي أبها جماهير تسانده وهذه مشكلة قد تواجه النادي مستقبلا.
ـ في المقابل حققت جماهير الرائد نجومية الأسبوع الثالث من الدوري حينما ملأت ملعب بريدة بكثافة كبيرة مع تشجيع جميل ومميز وحضاري وتزينت بالعبارات والأعلام ودعمت لاعبيها بشكل رائع وخففت الضغط النفسي على لاعبي الرائد المطالبين بالفوز ورغم ظروف الفريق الصعبة وغياب بعض اللاعبين المؤثرين إلا أن رائد التحدي بنجومه المتميزين استطاع أن يرسم البسمة على الشفاة الرائدية وأن يقدم لهذه الجماهير أكبر هدية بحصد الفريق لثلاث نقاط ولتثبت جماهير الرائد أنها جماهير مؤثرة ورائعة ومميزة وهم الثروة الحقيقية لهذا النادي، فإذا كانت هذه الجماهير قد ملأت الملعب مع الوطني فماذا سيفعلون حينما تحضر الأندية الكبيرة؟!
ـ التحكيم في هذه الجولة تعرض للانتقادات لكن باعتقادي أن نجومية هذه الجولة تسجل للحكم المتألق عبد الرزاق المقهوي الذي نهنئه على هذا المستوى ونهنئ اللجنة أيضا لمزيد من الإبداع لكي تسير مركب الدوري بأمان.