أحمد المطرودي
الإثارة بين المرجعية والقدوة
2008-10-14
الإثارة والحماس والندية والجماهيرية هي السمة البارزة في دوري المحترفين السعودي وهذا يؤكد على وجود طفرة رياضية كبيرة في الشارع السعودي الذي عزف في سنوات ماضية عن المتابعة الرياضية لكنه عاد الآن بقوة أكبر للحضور والتواجد والمتابعة وإعطاء المواجهات سخونة وحماسا وشهدت مناطق مختلفة تحركا في أنشطتها بسبب وجود بعض الأندية صاحبة الشعبية فيها تماما كما حدث الأحد الماضي في مواجهة الرائد والنصر.. ليثبت الرائد جماهيريته الكبيرة والطاغية وليؤكد العالمي شعبيته الجارفة في كل جزء من أجزاء السعودية.
حيث واجهت جماهيرية الرائد شعبية النصر وهنا لا بد أن نشير إلى الاختلاف بين الجماهير والشعبية، فالجماهير هم الأشخاص الذين يميلون وينتمون ويشجعون ناديهم داخل المدينة التي يتواجد بها النادي مهما كان عددهم، بينما الشعبية تمثل الأشخاص الذين يحبون ويميلون ويشجعون ناديا خارج منطقتهم.
لهذا فالجماهير التي حضرت مباراة النصر أمام الرائد في بريدة ليست هي جماهيره المعروفة في الرياض وهل يعقل أن أعداد الجماهير النصراوية سوف تلاحقه في الجنوب والشرقية وغيرها من المناطق لكن الذين يتابعون النصر في كل مكان هم يمثلون ما يملكه هذا الكيان من شعبية وحب يزداد يوما بعد يوم وقد يحتاج النصر إلى بطولة تعطي عشاقه فرصة الاحتفال بالعشق.
ـ الحضور الجماهيري الكبير أنسى البعض للأسف أحقية الرائد بهذا التميز حينما نسب هذا الحضور للنصر وتم تجاهل الرائد كطرف مهم وثابت في المواجهات الجماهيرية فالحضور دليل على جماهيرية الرائد التي امتزجت مع شعبية النصر لتكون نتيجة ذلك هذا الحضور القياسي وأقول للذين نسبوا للنصر هذا الحضور لماذا لم يحصل ذلك في مواجهات النصر السابقة أمام الأهلي في الرياض والاتفاق في الدمام ولتأكيد صحة هذا الكلام انتظروا ما تبقى للرائد من مواجهات مقبلة أمام الهلال والاتحاد والأهلي والحزم وغيرها فسيكون الحضور تماما كما حدث الأحد الماضي بين النصر والرائد ولكي يقتنع الجميع أن الرائد هو الطرف الثابت في الأرقام الجماهيرية القياسية، وقد يخرج بعض الأشخاص مستقبلا لينسبوا الحضور لهذه الأندية التي تواجه الرائد فهل سيحضر نفس العدد لو كان الطرف الآخر غير الرائد؟ الذي أضاف بجماهيره الحضارية والواعية والمثيرة والمثالية متعة أكبر وعلى المتابعين إنصاف هذه الجماهير التي تستحق جائزة الجماهير المثالية التي لا تسيء للخصوم وتملأ الملعب بالأهازيج الممتعة والعبارات الجميلة والأعلام المثيرة.
ـ المواجهة الرائدية النصراوية كانت جميلة في كل شيء وتميزت بالتنظيم الرائع الذي ثبت قدرات المكتب الرئيسي بقيادة ربانها شاعر الرومانسية عبد العزيز السناني الذي ظهرت بصماته واضحة في توزيع الأدوار وتوظيف القدرات وتعاون القطاعات وكان كعادته الأمن في الملعب يشكل حضوره المتميز في ضبط الأمن داخل الملعب وخارجه وقد خدش أحد الجماهير جمال التنظيم بنزوله لأرض الملعب هي ظاهرة مرضية تحتاج إلى دراسة نفسية متخصصة لبحث الأسباب وإيجاد العلاج المناسب لهؤلاء الأشخاص الذي يبحثون عن الشهرة حتى لو كان ذلك على حساب السمعة.
وقد تكون بعض الظواهر السلبية الموجودة في بعض الأندية من توتر وحالات شغب نتيجة عدم وجود الوعي الكافي لبعض الجماهير بالإيمان بالفوز والخسارة وأن المتعة الحقيقية تنطلق من هذا المبدأ فمن يخسر اليوم يفوز غدا والعكس وانتشار عدم الوعي عند بعض الجماهير يعود لافتقاد أنديتهم للمرجعية والقدوة .