أحمد المطرودي
أقلام مع الخيل يا شقراء
2008-12-02
حينما يخسر الأخضر السعودي تعالوا وطالعوا الأبطال من المحللين والمنظرين والذين يظهرون العضلات ويفتلونها ولسان حالهم يقول: "نحن الشجعان القادرون على النقد"، وهؤلاء يدركون تماماً أن القيادة الرياضية ترحب بالنقد الهادف البناء الذي يسعى خلاله (الناقد) إلى المصلحة العامة والتحدث بصدق وشفافية وغيرة على وطنه ومنتخب بلاده وليس الاستعراض أمام الجماهير وإظهار النرجسية الزائدة.
ـ بعد خسارة المنتخب السعودي أمام كوريا غابت الواقعية بل وظهر الإسقاط والانفعال حتى أن أحدهم بعد نهاية المباراة قال على الهواء مباشرة "نحن نريد لاعبين من بني آدم وليس كما شاهدنا اليوم"، لقد جرد نجوم الأخضر للأسف الشديد من آدميتهم لسبب بسيط وهي خسارة مباراة كان بطلها حكم المباراة الذي جرّ بأخطائه الفوز للكوريين، وماذا يمكن أن يقال لو أن الحكم احتسب ضربة جزاء للسعودية وطرد الحارس الكوري بالتأكيد سيحقق الأخضر الفوز ثم يتحول ناصر الجوهر إلى بطل لا يشق له غبار ونجوم الأخضر فرسان الرهان في كل محفل، وسيكتب هؤلاء الأشعار والقصائد، وهنا أعيد وأذكر هؤلاء بما سبق أن طرحته عبر هذه الزاوية حينها بعد الفوز على الإمارات وكيف تحولت بعض الصفحات إلى مزامير وتطبيل ومدح وقد حذرت من هؤلاء الذين ليس لهم مبدأ أو رأي بل هم مع (الخيل يا شقراء) مع الفوز رقصوا العرضة والنحيب وتحطيم كل شيء والبكاء مع (الخسارة) وتجاهل الإيجابيات ونشروا الإحباط في الأوساط.
ـ لقد أنقذنا حقيقة تصريح الأمير سلطان بن فهد عقب المباراة حينما أشاد باللاعبين وحمّل الحكم الخسارة ووجه انتقاداته للاتحاد الآسيوي وبعدها تحولت الآراء المتسرعة إلى تحميل الاتحاد الآسيوي ما يتعرض له المنتخب من عثرات، فهل كان الإعلام السعودي بحاجة لمثل هذه التصريحات حتى يتحد ويتكاتف لمصلحة منتخب بلادهم؟
ـ بالأمس كان هناك إعلام ينتقد ابن همام ولكنه من أجل ناديه المفضل، وفي الجهة الأخرى هناك من يدافع عنه للسبب ذاته فأصبح (كلٌ يغني على ليلاه)، وإذا كنا نحارب بعضنا البعض ولا نشكل اتحاداً إعلامياً قوياً فلا يمكن أن نفرض قوتنا وهيبتنا على الآخرين رغم أننا الأقوى والأفضل في كل شيء.. نحن نملك أكثر القنوات في العالم العربي ومع ذلك (برنامج) في قناة خليجية سبب لنا الانقسام والمهاترات والتشكيك والبيانات والتهديد بالمقاطعات.
ـ الإعلامي الحقيقي هو الذي يجعل غايته في تحقيق الفائدة العامة، وأن يحاول أن يستفيد من قدراته وخبراته وثقافته في تنوير الرأي العام وأن يتجاهل ذاته ويساهم في رقي المجتمع وتطويره، وقد سعدت بتكريم الزميل خالد الحسين الذي أعرفه من عشرات السنين رجلاً مخلصاً ومتفانياً ولبقاُ، لكنه لا يعرف المجاملة في عمله.. تكريم الحسين هو تكريم للإعلاميين، فهل نقوم بأداء رسالة سامية لإعلام قادر على رفع مستوى الوعي والتغيير للأفضل؟.