أحمد المطرودي
دعوة للحب
2008-12-09
يعتقد الكثير من الناس وبالذات في مجتمعنا أن فرحة العيد هي للأطفال فقط وهذا اعتقاد خاطئ تم ترسيخه في عقول البعض حتى أصبح يتعامل مع هذه المناسبات على أنها هم ثقيل يفرح كثيرا حينما يجتازه لأنها مناسبة لا تخصه بل هي للأطفال والنساء بينما هو مجرد أداة لتحقيق الإغراض وتلبية الاحتياجات ونسي أن هذا العيد له أكثر من اطفاله ..ودعا الإسلام إلى تحقيق الفائدة الكبيرة للمسلم وتنقية الشوائب التي تعلق في فؤاده وتنظيف القلوب من الحقد والحسد ويعيد الإنسان نفسه من جديد ويقلب أوراقه ليبحث عن تصفية النفوس وتجديد الدماء في العروق ويحاول أن يعيد علاقاته المتوترة وأن يجمد خلافاته الشخصية وهذه هي الفوائد الكبيرة من العيد، كذلك عليه أن يظهر الفرح والابتسامة فالمسلم له أوقات يفرح بها كما قال على رضي الله عنه: روح عن نفسك ساعة فساعة. وترك الرسول صلى الله عليه وسلم الجارية تغرد بالأغاني على الدف في بيته يوم العيد وحينما حاول أبوبكر رضي الله عنه أن يمنعها قال له الرسول صلى الله عليه وسلم دعها.. فنحن في عيد وليعلم اليهود والنصاري أن في ديننا فسحة وهذه الفسحة هي إظهار الفرح واللهو وتبادل الزيارات بين الأقارب وتبادل التهاني والتبريكات التي تجدد نشاط العلاقة.
- في الوسط الرياضي تظهر الحميمية والمحبة في العلاقات التي تربط هذا الوسط الذي عانى كثيرا من وجود الدخلاء والمرضى الذين أساءوا وكثيرا له وقلبوه إلى ساحة للمعارك الضارية والهجوم الساخط وتبادل الاتهامات أما النماذج الجميلة الأخرى فهي تتمثل بوجود أشخاص يشرفون أي شخص أن يتعامل معهم أو يتعرف عليهم وكلما كبر الانسان زاد تواضعه.. فالكبار وحدهم الذين يعرفون كيف يتعاملون مع الجميع صغارا وكبارا بكل محبة وتواضع وتسامح مع قدرتهم على الانتقام من خصومهم أو من يختلف معهم لكن تربيتهم جعلتهم أناسا أسوياء قادرين على التكيف والانسجام مع منظومة المجتمع وعلى العكس كلما صغر الإنسان أصبح أكثر غرورا وكبرا وغطرسة لأنه يريد أن يعزز من شخصيته بعد أن فقد الثقة بها وهؤلاء هم المشكلة الكبيرة لأنهم غير قادرين على تقديم الاحترام والتقدير للآخرين ممن يفوقونهم وبالتالي تجدهم يحاولون تعويض الإحساس بالنقص والدونية مع تفوق غيرهم بالظهور بمظهر الواثق من نفسه والذي لا يأبه بالآخرين ولديه القدرة على التميز والاستقلالية فتتحول تصرفاته وسلوكياته إلى مثار استغراب وتعجب لأنه يبدأ بالتعامل مع الآخرين بطريقة معاكسة للواقع فبدلا أن يذهب للسلام على شخص آخر يعرفه يقوم بعملية استبدال حيث يقوم بتهميش هذا الشخص والادعاء بعدم معرفته وكأنه يعتقد أن معرفته لهذا الشخص أو ذاك تقليل من قيمته وتحجيم لها وإبراز للآخر المتميز بالمعرفة والثرثرة عنه.